للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إخباره صدق لا يدخله نسخ، وآية النساء: والفرقان محكمتان، وقد قال تعالى بعد ذلك: {إِنَّ اللهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ} وقال الطبري: جزاؤه جهنم حقًّا، ولكن الله يعفو ويتفضل على من آمن، فلا يجازيه بالخلود (١)، وكانت الصحابة إذا سئلوا عنه قبل نزوله غلقوا، وإذا نزل لم يفسروه، وتلا عمر - رضي الله عنه - أول حم غافر.

وذكر الواحدي عن الكلبى عن أي صالح عن ابن عباس أن مقيس بن صبابة الليثي وجد أخاه هشامًا قتيلا في بني النجار، وكان مسلمًا، فأتى مقيس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبره، فأرسل معه رسولا من بني فهر إلى بني النجار، فأمرهم إن علموا قاتله فدفعوه إلى أخيه فيقتص منه، وإن لم يعلموا قاتلا أن يدفعوا إليه الدية. قالوا: سمعًا وطاعة، والله ما نعلم له قاتلا، ولكنا نؤدي إليه ديته. فأعطوه مائة من الإبل، فوسوس إليه الشيطان قتل الفهري، فرجع إلى مكة كافرًا وأنشد شعرًا، فأنزل الله هذِه الآية ثم أهدر الشارع دمه يوم الفتح فقتل بأسياف المسلمين بالسوق (٢). وذكر مقاتل أن الفهري اسمه عمرو.

فصل:

أثر ابن عباس جاء في رواية أخرى في سورة تبارك هذِه -يعني: {وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ} - آية مكية نسختها آية مدنية {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا} (٣).

وفي أخرى: فأما من دخل في الإسلام وعقل فلا توبة له (٤).


(١) "تفسير الطبري" ٤/ ٢٢٣.
(٢) "أسباب النزول" ص ١٧٤.
(٣) في الأصل علم على (متعمدًا): (لا. إلى).
(٤) رواهما الطبري في "تفسيره" ٩/ ٤١٥ - ٤١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>