للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي أخرى: فأمرني عبد الرحمن بن أبزى أن أسأل عبد الله.

كذا وقع في مسلم (١)، ولعله -كما قال القاضي-: أمرني ابن عبد الرحمن. ولعبد الرحمن ولدان سعيد وعبد الله. قال: ولا يمتنع أن يكون عبد الرحمن أمر سعيد بن جبير يسأل ابن عباس عما يعلمه عبد الرحمن، فقد سأل ابن عباس أكبر من عبد الرحمن وأقدم صحبة، وكان عبد الرحمن بالكوفة، فرحل سعيد إلى ابن عباس كما قال له ابن أبزى (٢).

وروى النسائي عن سالم بن أبي الجعد أن ابن عباس سئل عمن قتل مؤمنًا متعمدًا، ثم تاب وآمن وعمل صالحًا ثم اهتدى، فقال: وأنى له التوبة وقد سمعت نبيكم - صلى الله عليه وسلم - يقول: "يجيء متعلقا بالقاتل تشخب أوداجه دمًا يقول: أي رب سل هذا فيم قتلني؟ " ثم قال عبد الله: والله لقد أنزلها الله ثم ما نسخها (٣).

وقوله: (فرحلت) هو بالحاء المهملة، وهو الصحيح كما نبه عليه النووي في نسخة ابن ماهان، فدخلت بدال ثم خاء معجمة. وله وجه بأن يكون بمعناه كدخلت بعد رحلتي (٤).

فصل:

حكئ أبو جعفر النحاس في الآية أقوالًا: أحدها: لا توبة. روي عن ابن عباس وزيد بن ثابت، قال زيد: لما نزلت آية الفرقان عجبنا للينها، فلبثنا سبعة أشهر، وقيل: ستة -حكاه الثعلبي- فنزلت آية


(١) مسلم (٣٠٢٣) كتاب: التفسير.
(٢) انظر "إكمال المعلم" ٨/ ٥٨٥.
(٣) "السنن الكبرى" للنسائي ٢/ ٢٨٦ - ٢٨٧ (٣٤٦٢).
(٤) "صحيح مسلم بشرح النووي" ١٨/ ١٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>