معنى (يستحر القتل): يشتد ويكثر، استفعل من الحر، وذلك أن المكروه يضاف إلى الحر، والمحبوب يضاف إلى البرد، ومنه المثل: ولِّ حارها من تولى قارها.
وقتل بها من المسلمين ألف وأربعمائة منهم سبعون جمعوا القرآن.
فصل:
قول الصديق:(فقلت لعمر: كيف تفعل شيئا لم يفعله رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟) هو كلام من يؤثر الاتباع ويخشى الابتداع، وإنما لم يجمعه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأنه كان بمعرض أن ينسخ أو يزاد فيه، فلو جمعه لَكُتِبَ فكان من عنده نقصان ينكر على من عنده زيادة، فلما أُمن هذا الأمر بموته جمعه الصديق.
ومعنى (تتبعت القرآن): تتبعت وجوهه وقراءته، وسأل عنها غيره ليحيط بالأحرف السبعة الذي نزل به، ويعلم القراءة التي هي غير قراءته.
وروى ابن أبي داود من حديث هشام بن عروة عن أبيه أن أبا بكر قال لعمر ولزيد: اقعدا فمن جاءكما بشاهدين على شيء من كتاب الله فاكتباه (١).
وعند الثعلبي عن يحيى بن جعدة قال: كان عمر بن الخطاب لا يثبت آيه في الصحف حتى يشهد عليها رجلان، فجاءه رجل من الأنصار بالآيتين منآخر براءة، فقال عمر: والله لا أسألك عليها بينة كذلك
(١) "المصاحف" ص ٦، وقال الحافظ في "الفتح" ٩/ ١٤ - ١٥: رجاله ثقات مع انقطاعه، وكأن المراد بالشاهدين الحفظ والكتاب، وقال السخاوي في "جمال القراء": ص ٨٦ المراد أنهما يشهدان على أن ذلك المكتوب كتب بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.