للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وكذا قَالَ الطحاوي: لم يفرق القرآن بين الخبر والحديث، ولا السنةُ، قَالَ تعالى: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ} [الزمر: ٢٣]، وقال: {يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (٤)} [الزلزلة: ٤] فجعل الحديث والخبر واحدًا، وقال تعالى: {قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ} [التوبة: ٩٤]، وهي الأشياء التي كانت بينهم، و {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ (١٧)} [البروج: ١٧]، {وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا} [النساء: ٤٢].

وقال -عليه السلام-: "أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ دُورِ الأَنْصَارِ؟ " (١)، و"أخبرني تميم الداري" وذكر قصة الجن (٢) وقال هنا: "فحدثوني: ما هي؟ "، وفي رواية: "فأخبروني" (٣)، وقال في الحديث السالف: "وأخبروا به من ورائكم" (٤). وصحح هذا المذهب ابن الحاجب الأصولي (٥)، ونقل هو وغيره عن الحاكم أنه مذهب الأئمة الأربعة (٦).


(١) سيأتي برقم (١٤٨١) كتاب: الزكاة، باب: خرص التمر.
(٢) جاءت هذِه القصة في حديث رواه مسلم (٢٩٤٢) كتاب: الفتن وأشراط الساعة، باب: قصة الجساسة. وأبو داود (٤٣٢٦، ٤٣٢٧). والترمذي (٢٢٥٣). وابن حبان ١٥/ ١٩٣ - ١٩٩ (٦٧٨٧ - ٦٧٨٩) من حديث فاطمة بنت قيس.
(٣) ستأتي برقم (٤٦٩٨) كتاب: التفسير، باب: قوله: {كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ}.
(٤) سبق برقم (٥٣).
(٥) هو عثمان بن عمر بن أبي بكر بن يونس الكردي الدويني الأصل الأسناوي، يلقب بجمال الدين، ويُكنَّى بأبي عمرو، وشهرته بابن الحاجب؛ لأن أباه كان حاجبًا للأمير عز الدين موسك الصلاحي فعرف ولده بذلك.
اشتغل بالقراءات على الشاطبي وغيره، وبرع في الأصول والعربية وتفقه في مذهب مالك، وكان محبًا ملازمًا للشيخ عز الدين بن عبد السلام توفي سنة ٦٤٦ هـ.
انظر ترجمته في "وفيات الأعيان" ٣/ ٢٤٨، "مرآة الجنان" ٤/ ١١٤، و"شذرات الذهب" ٥/ ٢٣٤.
(٦) انظر: "شرح مختصر ابن الحاجب" ١/ ٧٢٧.