للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(ص) ({وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا} يَقُولُ: لَمْ تَلْتَفِتُوا إِلَيْهِ، وَيُقَالُ إِذَا لَمْ يَقْضِ الرَّجُلُ حَاجَتَهُ: ظَهَرْتَ بِحَاجَتِي وَجَعَلْتَنِي ظِهْرِيًّا، وَالظِّهْرِيُّ ههنا: أَنْ تَأْخُذَ مَعَكَ دَابَّةً أَوْ وِعَاءً تَسْتَظْهِرُ بِهِ) قلت: [سلف] (١) في بدء الخلق، الظهري الذي ينساه ويغفل عنه. قال ابن عباس: يريد: ألقيتموه خلف ظهوركم، وامتنعتم من قتلي مخافة قومي، والله أكبر وأعز من جميع خلقه (٢).

(ص) ({أَرَاذِلُنَا}: أسقاطنا) أي: أحسابا. ({إِجْرَامِي} مَصْدَرُ أَجْرَمْتُ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: جَرَمْتُ) قلت: فمعنى الآية: فعليَّ إثم إجرامي أو عقوبة إجرامي، فحذف المضاف. والإجرام: اكتساب السيئة. يقال: أجرم فهو مجرم، {وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ} من الكفر والتكذيب.

(ص) ({الْفُلْكَ} وَالْفَلَكُ: وَاحِدٌ وَهْيَ السَّفِينَةُ وَالسُّفُنُ) وقد سلف صفتها. وقال ابن التين ضبط بالإسكان في بعض الروايات، وفي بعضها بالفتح وهو أبين. قال ابن فارس: الجمع والواحد في هذا الاسم سواء (٣)، واستدل غيره على صحة ذلك بقوله: {حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ} [يونس: ٢٢] وقوله: {الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ} [الشعراء: ١١٩] يقال: الواحد فلك بفتح الفاء واللام والجمع بضم الفاء


= تبين أنها فروق باطلة، وكلما ذكر بعضهم فرقًا أبطله الثاني. "مجموع الفتاوى" ٧/ ١١٣، وانظر رسالته "الحقيقة والمجاز" من "مجموع الفتاوى" ٢٠/ ٤٠٠.
(١) مطموسة في الأصل، وقد سلف فى أحاديث الأنبياء، (٣٤) باب: قول الله تعالى {وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا}.
(٢) انظر "الوسيط" للواحدي ٢/ ٥٨٧.
(٣) "مجمل اللغة" ٢/ ٧٠٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>