للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكانت الملاعنة في شعبان سنة تسع، وكان عويمر قدم من تبوك فوجدها حبلى وعاش ذلك المولود سنتين ثم مات وعاشت أمه بعده يسيرًا. ذكره بعضهم (١)، لكن في كتاب أبي داود: أنه كان -يعني: الغلام- أميرًا على مصر، وما يُدعى لأبٍ (٢).

وأما أحكامه: ففيه سؤال العالم من هو أعلم منه، وفي تركه الإنكار على عويمر لمَّا قال ذلك، قتل فاعل ذلك، ودعواه ذلك؛ لأن إقراره كحكمه.

وقوله: "قد أنزل فيك الله القرآن" قيل: "وفي صاحبتك" ظاهره أنه أول لعان كان في الإسلام.

والجمهور على أن أول لعان هلال بن أمية وقد ثبت ذلك مصرحًا به في "مسلم" (٣)، وأُول الأول على أن معناه ما نزل في قصة هلال؛ لأن ذلك حكم لجميع الناس، وجمع الداودي بينهما بأن قال: يحتمل أن يكونا جميعا في وقت فنزل القرآن فيهما أو يكون أحدهما وهمًا (٤).

قوله: (إن حبستها فقد ظلمتها فطلقها) فكانت سنة استدل به بعض أصحاب أبي حنيفة على أن نفس اللعان ليس بطلاق، لكن الشارع أجاب بأنه لا ملك له عليها، وبه قال مالك والشافعي والجمهور أن


(١) ذكر هذِه الرواية الزيلعي في "نصب الراية" ٣/ ٢٥٣ وعزاها لابن سعد في "الطبقات".
(٢) أبو داود (٢٢٥٦) وفيه: (أميرًا على مُضَر). وقال الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على "مختصر السنن" للمنذري ٣/ ١٦٩: في "السنن" والمنذري: (مضر) بالضاد المعجمة، وأنا أرجح أنه تصحيف؛ لأن رواية الطيالسي: لقد رأيته أمير مصر من الأمصار. اهـ. وانظر: "مسند الطيالسي" ٤/ ٣٩١ (٢٧٨٩).
(٣) مسلم (١٤٩٦) كتاب: اللعان، من حديث أنس بن مالك.
(٤) في الأصل: وهم، وفي الهامش: صوابه وهمًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>