للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لأن المذكور في الآية إنما هو نهاية مدرك البصر إياها حال الغروب، ومصيرها تحت العرش للسجود إنما هو بعد غروبها، فلا تعارض، وليس معنى {فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ} سقوطها فيها، وإنما هو خبر عن الغاية التي بلغها [ذو] (١) القرنين في مسيره حتى لم يجد وراءها مسلكًا لها فوقها، أو على سمتها، كما يرى غروبها من كان في لجة البحر لا يبصر الشاطئ، كأنها تغرب في البحر وهي في الحقيقة تغيب وراءه، و (في) هنا بمعنى (فوق)، ومعنى (حمئة): ذاتَ حماة، ومن قرأ (حامية)، فقيل: هو مشتق منه وسهل الهمزة، وقيل: معناه: حارة وقيل: يجوز أن تكون حارة وهي ذات حماة، وقال القتبي: ويجوز أن تكون هذِه العين من البحر، وأن تكون الشمس تغيب وراءها أو معها أو عندها فتقام حروف الصفة مقام الموصوف، والله أعلم به بما أراد.

وقوله: ({لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا}) أي: إلى مستقر لها، قال ابن عباس: لا تبلغ مستقرها حتى ترُجع إلى منازلها. وقال قتادة: إلى وقت واحد لها لا تعدوه (٢)، وقيل: إلى إنهاء أمرها عند انقضاء الدنيا، وقيل: إلى أبعد منازلها في الغروب، وقد سلف هناك أنه قرئ: (لا مستقر لّهَا) أي: لا قرار لها، فهي جارية أبدًا (٣).

وقيل: مُستَقَرَّهَا: غاية ما ينتهي إليه صعودها وارتفاعها لأطول يوم في الصيف وأقصر يوم في الشتاء.


(١) في الأصل: (ذوي) والمثبت هو الأليق بالسياق.
(٢) "تفسير الطبري" ١٠/ ٤٤١ (٢٩١٢٢).
(٣) انظر: "زاد المسير" ٧/ ١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>