للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بعد سورة الرحمن وقبل الطلاق (١).

(ص) (قال يحيى: مَعْنَاهُ أَتَى عَلَى الإِنْسَانِ، وَ {هَلْ} تَكُونُ جَحْدًا وَيمُونُ خَبَرًا، وهذا مِنَ الخَبَرِ، يَقُول: كَانَ شَيْئًا فَلَمْ يَكُنْ مَذْكُورًا، وَذَلِكَ مِنْ حِينِ خَلَقَهُ مِنْ طِينٍ إلى أَنْ نفخ فِيهِ الرُّوح) (٢).

يحيى هذا هو أبو زكريا يحيى بن زياد بن عبد الله بن منصور الفراء، صاحب "معاني القرآن" وقوله أنها (تكون جحدًا) فيه تجوز، وإنما الاستفهام في الحقيقة استعلام للفائدة واستطلابها ضمن فعلها، وقال سيبويه والكسائي والفراء (٣): (هل) بمعنى قد، وقال ابن كيسان: يجوز أن تكون على بابها أي: كما يقال: كفيت في أمرك.

وقوله: (يقول: كان شيئًا ولم يكن مذكورًا) إلى آخره. هو رد على المعتزلة حيث قالوا: كان شيئًا ولم يكن مذكورًا. فعندهم يطلق الشيء على المعدوم.

(ص) ({أَمْشَاجٍ} أخلاط، مَاءُ المَرْأَةِ وَمَاءُ الرَّجُلِ الدَّمُ وَالْعَلَقَةُ. وَيُقَالُ إِذَا خُلِطَ مَشِيجٌ كَقَوْلِكَ خَلِيطٌ. وَمَمْشُوجٌ مِثْلُ مَخْلُوطٍ) قلت: وقال ابن مسعود: أمشاج نطفة دم علقة مضغة قيل: وهو اختلاط بالدم، وواحد الأمشاج، مشيج، أي: بفتح الميم وكسرها، ومشيج ذكره ابن منده فقال: والمشيج كل لونين اختلطا، وقيل: هو ما اختلط من حمرة وبياض، وقيل: كل شيئين مختلطين.


(١) "جمال القراء وكمال الإقراء" ص ٨.
(٢) "معاني القرآن" ٣/ ٢١٣.
(٣) "معاني القرآن" ٣/ ٢١٣، "تفسير الماوردي" ٦/ ١٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>