للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قَالَ النووي: ويحتمل أن تكون هذِه الطائفة متفرقة من أنواع المؤمنين فمنهم: شجعان مقاتلون، ومنهم فقهاء، ومنهم محدثون، ومنهم زهاد، ومنهم آمرون بالمعروف وناهون عن المنكر، ومنهم أهل أنواع من الخير، ولا يلزم اجتماعهم بل يكونوا متفرقين (١).

ويؤيد ما ذكره ما جاء في بعض الروايات: "لا تزال عصابة من المسلمين يقاتلون" (٢) وشبهه.

وقيل: معنى قوله: "ولن تزال هذِه الأمة .. " إلى آخره أن الله يحمي إجماعها عن الخطأ حتَّى يأتي أمر الله، ولا يسمى أمة إلا من يعتد بإجماعه.

سابعها: في فوائده:

الأولى: فضل العلماء عَلَى سائر الناس، وفضل الفقه عَلَى سائر العلوم؛ لأنهم الذين يخشونه تعالى من عباده فيتجنبون معاصيه، ويديمون طاعته؛ لمعرفتهم بالوعد والوعيد وعظم النعمة، وقَالَ ابن عمر للذي قَالَ له فقيه: إنما الفقيه الزاهد في الدنيا، الراغب في الآخرة (٣).

الثانية: أن الإسلام لا يذل وإن كثر مطالبوه.


(١) "صحيح مسلم بشرح النووي" ١٣/ ٦٧.
(٢) سلف تخريج هذِه الرواية.
(٣) لم أقف عليه من كلام ابن عمر، ولكن وجدته من كلام الحسن البصري رواه عنه الدارمي في "مسنده" ١/ ٣٣٧ (٣٠٢)، ونعيم بن حماد في "زوائده" على كتاب "الزهد" لابن المبارك ١/ ٨ (٣٠)، وأحمد في "الزهد" ص ٣٢٧، وأبو نعيم في "الحلية" ٢/ ١٤٧.