للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

واختصت الفاتحة بأمور: منها: أنها فاتحة القرآن، ومبدؤُهُ، ومختصة بجميع علومه؛ لاحتوائها على الثناء على الله والأمر بالعبادات والإخلاص فيها والاعتراف بالعجز عن القيام بشيء منها وعلى الابتهال إلى الله والهداية، وعلى بيان عاقبة الجاحدين، نبه على ذلك القرطبي، قال: ويظهر لي أن السورة كلها موضع الرقية لما ذكرناه، ولقوله: ("وما يدريك أنها رقية؟! ") ولم يقل: فيها رقية (١).

وأما حديث عبد الرحمن بن حرملة عن ابن مسعود: كان - عليه السلام - يكره الرقى إلا بالمعوذات. أخرجه أبو داود (٢). وقال البخاري في "تاريخه": لا يصح (٣). قال ابن عدي: يعني أن عبد الرحمن لم يسمع من عبد الله (٤). وقال ابن المديني: حديث كوفي، وفي إسناده من لا يعرف، وابن حرملة لا نعرفه في أصحاب عبد الله (٥). وقال أبو حاتم: ليس بحديث عبد الرحمن بأس، روى حديثًا واحدًا ما يمكن أن يعتبر به، ولم أر أحدًا ينكره ويطعن عليه، يحول من الضعفاء (٦). وقال الساجي: لا يصح حديثه.

وأما ابن حبان فذكره في "ثقاته" وأخرج حديثه في "صحيحه" (٧)، وقال الحاكم: صحيح الإسناد (٨).


(١) "المفهم " ٥/ ٥٨٥ - ٥٨٦.
(٢) "سنن أبي داود" (٤٢٢٢).
(٣) "التاريخ الكبير" ٥/ ٢٧٠.
(٤) "الكامل في ضعفاء الرجال" ٥/ ٥٠٤.
(٥) "العلل" لابن المديني ص ٢٥١ - ٢٥٢.
(٦) "الجرح والتعديل" ٥/ ٢٢٢ - ٢٢٣.
(٧) "الثقات" ٥/ ٩٥، "صحيح ابن حبان" ١٢/ ٤٩٥ - ٤٩٦ (٥٦٨٢ - ٥٦٨٣).
(٨) "المستدرك" ٤/ ١٩٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>