للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أو ينسيني ربي، فنسب النسيان مرة إلى نفسه ومرة إلى هذا على قول من لم يجعل قوله: "أو أنسى" شكًّا من المحدث في أي الكلمتين قال، وهو قول عيسى بن دينار، وليس في شيء من ذلك اختلاف، وهذا تضاد في المعنى؛ لأن لكل إضافة منها معنى صحيحًا في كلام العرب. ومن أضاف النسيان إلى الله فلأنه خالقه وخالق الأفعال كلها، ومن نسبه إلى نفسه فلأنه فعله، كما سلف.

وإنما أراد -والله أعلم- بقوله - عليه السلام -: "ما لأحدهم .. " إلى آخره أن يجري ألسن العباد، ونسبة الأفعال إلى بارئها وخالقها وهو الله تعالى؛ ففي ذلك إقرار له بالعبودية، واستسلام لقدرته تعالى، وهو أولى من نسبته الأفعال إلى مكتسبها، فذلك بالكتاب والسنة.

وفي "مسند أحمد" من حديث عبد الرحمن بن أبزى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى في الفجر فترك آية، فلما صلى قال: "أفي القوم أبي بن كعب؟ " قال: بلى يا رسول الله نسخت آية كذا وكذا أو نسيتها؟ قال: "نسيتها" (١).


= ولا مقطوعًا من غير هذا الوجه -والله أعلم- وهو أحد الأحاديث الأربعة في "الموطأ" التي لا توجد في غيره مسندة ولا مرسلة -والله أعلم- ومعناه صحيح في الأصول. اهـ. "التمهيد" ٢٤/ ٣٧٥.
وقال شيخ الإسلام ابن القيم في "الزاد" ١/ ٢٨٦: حديث منقطع.
(١) "مسند أحمد". ٣/ ٤٠٧.
وصححه ابن خزيمة ٣/ ٧٣ (١٦٤٧). وقال الهيثمي في "المجمع" ٢/ ٦٩: رجاله رجال الصحيح.
وصححه أيضًا الألباني في "الصحيحة" (٢٥٧٩) ولم يعزه إلا للحربي في "غريب الحديث"، والحديث رواه أحمد وغيره!

<<  <  ج: ص:  >  >>