للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فصل:

سيأتي إن شاء الله تعالى في الطب في باب: الطيرة رد على من زعم أن أحاديث الشؤم تعارضها.

وقد أسلفناه في الجهاد أيضًا. وذكر أبو محمد القاسم بن عساكر في "تحقيقه" أن الإمام أحمد لما سئل عن حديث ابن مسعود مرفوعًا: "الطيرة شرك وما منا إلا، ولكن الله يذهبه بالتوكل" وأصله في الترمذي مصححًا فقال: قوله: "وما منا". من كلام ابن مسعود ليس مرفوعًا (١)، يقصد: وما منا إلا ويقع في قلبه شيء على ما جرت به العادة ومضت به التجارب، لكنه لا يقر فيه، (بل يحسن اعتاده إن لامه رسول الله) (٢)، فيسأله الخير ويستعيذ به من الشر ويمضي لوجهه متوكلًا على الله، كما رويناه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا رأيت من الطيرة ما تكره فقل: اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت، ولا يدفع السيئات إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بك" (٣) من طريق منقطعة.

ولأبي داود من حديث ابن أبي وقاص مرفوعًا: "إن كانت الطيرة في شيء ففي المرأة والدابة والدار" (٤) وعن أبي سعيد من حديث عطية عنه مثله (٥)، وكذا روته أم سلمة (٦) وسهل بن سعد (٧).


(١) "سنن الترمذي" (١٦١٤).
(٢) هكذا صورتها في الأصل، والمعنى غير واضح.
(٣) رواه أبو داود (٣٩١٩) عن عروة بن عامر مرفوعًا.
(٤) "سنن أبي داود" (٣٩٢١).
(٥) "شرح معاني الآثار" ٤/ ٣١٤.
(٦) "المعجم الأوسط" ٧/ ٢٣٤ (٧٣٦٨).
(٧) سلف برقم (٢٨٥٩) كتاب: الجهاد والسير، باب: ما يذكر من شؤم الفرس.

<<  <  ج: ص:  >  >>