للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وعن ابن عمر: "لا عدوى ولا طيرة" وعن ابن عباس مثله.

أخرجه ابن ماجه بإسناد جيد (١)، وكذا عن أبي قتادة وجابر وأبي الدرداء والسائب بن يزيد وبريدة وأنس وأبي أمامة وعبد الله بن زيد وحابس التميمي وعلي بن أبي طالب وأبي هريرة بأسانيد جيدة (٢).

قال الحليمي في "منهاجه": والتطير قبل الإسلام كان من وجوه منها: زجر الطير، وصوت الغراب، ومرور الظبي، والعجم ينفرون برؤية ظبي يذهب به إلى المعلم ويتمنون برجوعه، وكذا يتشاءمون برؤية السقاء على ظهره قربة مملوءة مشدودة، والحمال المثقل الحمل، وهذا كله باطل، وقد نهينا عن الباطل.

وحديث: "الشؤم في ثلاث" ليس من التطير في شيء كما سلف.

وقوله: "فر من المجذوم فرارك من الأسد" (٣) هو من باب تجنب المضار؛ لأن الجذام معدٍ ومنفر -أعني: يعدي من شخص إلى شخص، ويوجد في النسل، والمعدي الجرب والجدري والحصبة والبَخَر والرمد، والمرض الوبائي، والمنفسة البرص والدق والمالتموليا والصداع والنقرس.

فالأمر بالفرار من المجذوم لهذا لا للتطير.

وأما أكله مع المجذوم (٤) فيحتمل أن يكون ذلك استشفاء له بالإصابة


(١) "سنن ابن ماجه" (٨٦) من حديث ابن عمر.
(٢) انظر "شرح معاني الآثار" ٤/ ٣٠٧ - ٣١٤.
(٣) سيأتي معلقًا برقم (٥٧٠٧) كتاب: الطب، باب: الجذام من حديث أبي هريرة، ووصله أحمد ٢/ ٤٤٣.
(٤) رواه الترمذي (١٨١٧) من حديث جابر، وقال: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث يونس بن محمد، عن المفضل بن فضالة.

<<  <  ج: ص:  >  >>