للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بحقوقهم، وهذا يعلم ذَلِكَ -يعني عمرو- فقال عمرو: إنه شديد العارضة، مانع لجانبه، مطاع في أدنيه. فقال الزبرقان: والله يا رسول الله لقد علم مني غير ما قال، وما منعه أن يتكلم إلا الحسد. فقال عمرو: أنا أحسدك! والله يا رسول الله إنه للئيم الخال، حديث المال، أحمق الولد، مضيع في العشيرة، والله يا رسول الله لقد صدقت في الأولى وما كذبت في الآخرة، ولكني رجل إذا رضيت قُلْتُ: أحسن ما علمت، وإذا غضبت قلت أقبح ما وجدت. فقال - عليه السلام -: "إن من البيان سحرًا، إن من البيان سحرًا".

وفي حديث محمد بن الزبير الحنظلي قال - عليه السلام - لعمرو: "أخبرني عن هذا -يعني: الزبرقان- فأما هذا -يعني قيس بن عاصم- فلست أسألك عنه" قال: وأراه قد كان عرفه (١).

ولأبي داود بإسناد صحيح عن ابن عباس - رضي الله عنهما -: جاء أعرابي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فجعل يتكلم بكلام فقال - عليه السلام - .. الحديث (٢).

وعند أبي زرعة دخل رجل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال - صلى الله عليه وسلم - .. الحديث.

ومن حديث صخر بن عبد الله بن بريدة عن أبيه، عن جده مرفوعًا: "إن من البيان سحرًا، وإن من العلم جهلًا، وإن من الشعر حكمًا، وإن من القول عيالًا" (٣).

فقال صعصعة بن صوحان العبدي: صدق نبي الله - صلى الله عليه وسلم -.

وأما قوله: "إِنَّ مِنَ البَيَانِ سِحْرًا" فالرجل يكون عليه الحق وهو ألحن بالحجج من صاحب الحق، فيسحر القوم ببيانه، فيذهب بالحق.


(١) "دلائل النبوة" ٥/ ٣١٦ - ٣١٧.
(٢) أبو داود (٥٠١١).
(٣) ورد بهامش الأصل: كذا أحفظه وكذا هو في "الغريبين" عَيْلا.

<<  <  ج: ص:  >  >>