للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

حديثه بروايته عنهم. مات سنة خمس وتسعين ومائة (١).

الوجه الثالث:

قوله: "يطؤها" هو مهموز، وكان القياس: "يوطؤها" مثل يوجل؛ لأن الواو إنما تحذف إِذَا وقعت بين الياء ونظائرها. قَالَ الجوهري: إنما سقطت الواو لأن فعل يفعل مما اعتل فاؤه لا يكون إلا لازمًا، فلما جاءا من بين أخواتهما متعديين خولف بهما نظائرهما (٢).

وقول الشعبي: (أعطيناكها بغير شيء)، فيه تعريف المتعلم قدر ما أفاده من العلم، وما خصه به ليكون ذَلِكَ أدعى لحفظه وأجلب لحرصه.

وقوله: (قَدْ كَانَ يُرْكَبُ فِيمَا دُونَهَا إِلَى المَدِينَةِ). فيه: إثبات فضل المدينة، وأنها معدن العلم وموطنه، وإليها كان يرحل في طلبه ويقصد في اقتباسه.

الرابع:

نطق الشارع بأن هؤلاء الثلاثة يؤتون أجرهم مرتين، والمراد بالكتابي: من كان عَلَى الحق في شرعه، ثمَّ تمسك به إلى أن جاء نبينا - صلى الله عليه وسلم - فآمن به واتبعه، فله أجران باتباع الحق الأول والحق الثاني، فأما من لم يكن عَلَى الحق في شرعه، ثمَّ أسلم فلا يؤجر إلا عَلَى الإسلام خاصة، وإليه يرشد تبويب البخاري في الجهاد باب: فضل


(١) وثقه النسائي وقال في موضع آخر: لا بأس به. وقال ابن حجر في "التقريب": لا بأس به وكان يدلس، قاله أحمد. انظر ترجمته في "الجرح والتعديل" ٥/ ٢٨٢ (١٣٤٢). "تهذيب الكمال" ١٧/ ٣٨٦ (٣٩٤٩)، "سير أعلام النبلاء" ٩/ ١٣٦ - ١٣٨ (٤٦)، "التقريب" ٣٤٩ (٣٩٩٩).
(٢) "الصحاح" ١/ ٨١.