للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

من أسلم من أهل الكتابين، وقال في الحديث: "وَمُؤْمِنُ أَهْلِ الكِتَابِ الذِي كَانَ مُؤْمِنًا، ثُمَّ آمَنَ بِالنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَلَهُ أَجْرَانِ" (١)، وقيل ذَلِكَ في كعب وعبد الله بن سلام.

وقال الداودي: يريد النبي - صلى الله عليه وسلم - النصارى خاصة الذين بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - وهم عَلَى دين عيسى، ولا يصح أن يرجع إلى اليهود؛ لأنهم كفروا بعيسى، ولا ينفع معه الإيمان بموسى ولا إلى غيرهم ممن كان عَلَى غير الإسلام، وإنما يوضع عنه بالإسلام ما كان عليه من الكفر.

قَالَ: ويحتمل أن يكون ذَلِكَ في سائر الأمم فيما فعلوه من خير؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم - لحكيم بن حزام: "أسلمت عَلَى ما أسلفت من خير" (٢)، وقوله: "إِذَا أَسْلَمَ الكافر فَحَسُنَ إِسْلَامُهُ كتب له بكل حسنة كَانَ زَلَفَهَا" (٣).

وقال المهلب: فيه دليل عَلَى أن من أحسن في معنيين من أي فعل كان من أفعال البر فله أجره مرتين والله يضاعف لمن يشاء، وحصول الأجر مرتين بكونه أدى حق الله وحق مواليه كما نطق به الحديث.

وفي رواية: "ونصح لسيده" (٤) وحصول الأجر مرتين في حق الأمة بأجر التأديب والتعليم والعتق والتزويج إِذَا قارنتها النية.

والمعنى فيه: أن الفاعل لهذا بريء من الكبر والمباهاة إِذَا لم ينكح


(١) سيأتي برقم (٣٠١١)
(٢) سيأتي برقم (٢٢٢٠) كتاب: البيوع، باب: شراء المملوك من الحربي.
ورواه مسلم برقم (١٢٣) كتاب: الإيمان، باب: بيان حكم عمل الكافر إذا أسلم بعده.
(٣) سبق برقم (٤١) كتاب: الإيمان، باب: حسن إسلام المرء.
(٤) رواه أحمد ٤/ ٤٠٥، والطبري في "تفسيره" ١١/ ٩٥ (٣٣٦٩٧)، والجرجاني في "تاريخ جرجان" ١/ ٤١٣، والخطيب في "تاريخ بغداد" ٦/ ٢٢٩.