للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وروي عن زيد بن وهب، عن عطية بن عامر الجهني قال: أكره سلمان على طعام يأكله، فقال: حسبي؛ فإني سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن أكثر الناس شبعًا في الدنيا أطولهم جوعًا في الآخرة" (١).

وروى أسد بن موسى من حديث عون بن أبي جحيفة، عن أبيه قال: أكلت ثريد بر بلحم سمين فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنا أتجشأُ فقال: "أكفف عليك من جشائك أبا جحيفة؛ فإن أكثر الناس شبعًا في الدنيا أطولهم جوعًا يوم القيامة" (٢).

فما أكل أبو جحيفة ملء بطنه حَتَّى فارق الدنيا، كان إذا تغدى لا يتعشى، وإذا تعشى لا يتغدى، وعلى إيثار الجوع وقلة الشبع مع وجود السبيل إليه مرة وعدمه أخرى مضى الخيار من الصحابة والتابعين.

وروى وهب بن كيسان [عن جابر] (٣) قال: لقيني عمر بن الخطاب ومعي لحم اشتريته بدرهم فقال: ما هذا؟ فقلت يا أمير المؤمنين أشتريته للصبيان والنساء؛ فقال عمر: لا يشتهي أحدكم شيئًا إلا وقع فيه. أو لا يطوي أحدكم بطنه لجاره وابن عمه، أين تذهب عنكم هذِه الآية {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا} (٤) [الأحقاف:٢٠].

وقال هشيم: عن منصور، عن ابن سيرين: أن رجلاً قال لابن عمر: اجعل جوارشنا قال: وما هو؟ قال: شيء إذا كظَّك الطعام، فأصبت منه سهل عليك، قال ابن عمر - رضي الله عنهما -: ما شبعت منذ أربعة أشهر،


(١) سبق تخريجه آنفًا عند شرح حديث (٥٣٨١) باب: من أكل حتى شبع.
(٢) سبق تخريجه أيضًا في الموضع اليسار إليه.
(٣) ساقطة من الأصل، والمثبت من "شرح ابن بطال" ٩/ ٤٨٣.
(٤) رواه مالك في "الموطأ" ص ٥٨٢ عن يحيى بن سعيد.

<<  <  ج: ص:  >  >>