فعُلم بهذا الخطاب أن المسلمين أفضل جميع الأمم، ألا ترى قوله:{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا}[البقرة: ١٤٣] والوسط: العدل عند أهل التأويل، فدل هذا كله أن من شهد له الشارع بالفضل من أمته وعيَّنه فهو أفضل ممن شهد له بالفضل من الأمم الخالية. ويؤيد هذا التأويل قوله تعالى:{يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ}[الأحزاب: ٣٢] فدل عموم هذا اللفظ على فضل أزواجه على كل من قبلهن وبعدهن.
وقام الإجماع على أن نبينا محمدًا - صلى الله عليه وسلم - أفضل من جميع الأنبياء، فكذلك نساؤه - عليه السلام - لهن من الفضل على سائر نساء الدنيا ما للنبي - صلى الله عليه وسلم - من الفضل على سائر الأنبياء. وقد صح أن نساءه معه في الجنة، ومريم مع ابنها وأمها في الجنة، ودرجة نبينا في الجنة فوق درجة هؤلاء كلهم، والله أعلم بحقيقة الفضل في ذَلِكَ.