للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وحديث ابن عباس في أكله بحضرة رسول الله نص على تحليله وهو الآخر الناسخ؛ لأن ابن عباس لم يجتمع -بلا شك- مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة إلا بعد انقضاء الفتح وحنين والطائف ولم يغز بعدها إلا تبوك، ولم تصبهم في تبوك مجاعة أصلاً، فصح يقينًا أن خبر ابن حسنة كان قبل هذا بلا مرية فارتفع الإشكال جملة وصحت إباحة عمر وغيره (١).

قلت: قوله: لأن ابن عباس. إلى آخره. قد يحتمل أنه كان لما تزوج ميمونة، ويحمل قوله: في بيت ميمونة، على موضع منها أي موضع كان.

وغزوة تبوك سماها الرب تعالى بالعسرة وقد أسلفنا عن عائشة رضي الله عنها وعبد الله بن عمر في كراهة أكلها.

وقوله في حديث ابن شبل ما سلف من الطعن يرده أن أبا داود أخرجه عن محمد بن عوف الحمصي الإمام (٢) -وثقه الخلال ومسلمة والجياني- عن الحكم بن نافع -وهو ثقة عند أبي حاتم الرازي (٣) وابن معين والخليلي وابن حبان في "ثقاته" (٤)، وأثنى عليه غيرهم- عن إسماعيل بن عياش -وقد قال جماعة: حديثه عن الشاميين صحيح، منهم يحيى بن معين والبخاري (والعلاء بن) (٥) ويعقوب بن سفيان وأبو زرعة وأبو أحمد الحاكم والبرقي والساجي وابن حبان وابن عدي (٦) وحديثه هنا عن الشاميين وهو ضمضم بن زرعة بن ثوب


(١) "المحلى" ٧/ ٤٣١ - ٤٣٢.
(٢) "سنن أبي داود" (٣٧٩٦).
(٣) "الجرح والتعديل" ٣/ ١٢٩ (٥٨٦).
(٤) "الثقات" ٨/ ١٩٤.
(٥) في الأصل بعدها بياض وفي هامش (غ) تعليق: سقط اسم والده.
(٦) انظر: "المجروحين" لابن حبان ١/ ١٢٤، "الكامل" لابن عدي ١/ ٤٧١ (١٢٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>