للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

"إذا أبيتم فأعطوا الطريق حقه وذلك غض البصر (١) ورد السلام، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وعون الضعيف، وإرشاد الضال" (٢).

وأما الجر الأبيض فهو مثل الأخضر؛ لأنه كله حنتم. وقال أبو عبيد: الحنتم جرار خضر كانت تحمل إليهم (٣).

فصل:

قوله لما نهى عن الأسقية يريد عن الظروف إلا الأسقية يوضحه باقي الحديث، إذ قيل له: ليس كل الناس يجد سقاء، فرخص في الجر غير المزفت أي: غير المطلي بالزفت، وهو حجة لمالك: أن الرخصة لم تدخل في الدباء والحنتم وأخواتها.

والدباء بالمد والقصر جمع: دباءة (٤).


(١) ورد بهامش (س) ما نصه: في الحديث في بعض طرقه: "وكف الأذى".
(٢) لم أقف عليه بهذا التمام وقد روي بألفاظ نحوه منها ما رواه البخاري في "صحيحه" (٢٤٦٥) كتاب: المظالم، باب: أفنية الدور والجلوس فيها، ومسلم (٢١٢١) من حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -. وليس فيه إرشاد الضال ولا عون الضعيف وأما لفظة "إرشاد الضال" فقد وردت عن جمع من الصحابة أيضًا منهم أبو هريرة والبراء وابن عباس وسهل بن حنيف، وقد صحح الألباني الحديث برواياته كما في "الصحيحة" (٢٥٠١) ثم علق قائلاً: واعلم أن في هذِه الأحاديث مجموعة طيبة من الآداب الإسلامية الهامة بأدب الجلوس في الطرق وأفنية الدور ينبغي على المسلمين الاهتمام بها ولا سيما ما كان منها من الواجبات مثل غض البصر عن النساء المأمور به في كثير من الأحاديث الأخرى، وفي قول ربنا تبارك وتعالى: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ} [النور: ٣٠]. اهـ.
(٣) "غريب الحديث" ١/ ٣٠٥.
(٤) ورد بهامش (س) ما نصه: بالمد والقصر أيضًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>