يقول يوسف - صلى الله عليه وسلم -: {تَوَفَّنِي مُسْلِمًا}[يوسف: ١٠١] ويقول سليمان - صلى الله عليه وسلم -: {وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ}[النمل: ١٩].
وبحديث الباب: ("وألحقني بالرفيق .. ") قالوا: ودعا عمر بالموت، وعمر بن عبد العزيز وليس كذلك؛ لأن هؤلاء، إنما سألوا ما قارن الموت، فالمراد بذلك ألحقنا بدرجاتهم، قلت: ولعل المراد إذا توفيتني فافعل ذلك، فهو دعاء لا تمن.
وكذا قوله:"وألحقني بالرفيق"، لأنه أخبر أن الأنبياء تخير، وقال: ذلك عند التخيير.
وتحقق الوفاة في يومه؛ لمجئ الملائكة المبشرين له بلقاء ربه، وبما أعدَّ له.
ألا ترى إلى قوله لفاطمة:"لا كرب على أبيك بعد اليوم"(١).
فإن قلت: الحديث جاء بلفظ (لعلَّ) وهي موضوعة لغير التحقيق، قلت: هي في كلام الشارع كلفظ الباري تعالى، ثم إن في مسلم بلفظ (إن) التي موضوعة للتحقيق فزال ما توهم، وتمني عمر في إسناده علي بن زيد وهو ضعيف، رواه معمر عنه عن الحسن، عن سعيد بن أبي العاصي قال: رصدت عمر ليلة فخرج إلى البقيع -وذلك في السحر- فاتبعته فصلَّى ثم رفع يديه فقال: اللهمَّ كبرت سنِّي وضعفت قوتي وخشيت الانتشار من رعيتي فاقبضني إليك غير عاجز ولا ملوم.