للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

صاحبها بسقي الماء البارد الشديد البرد، نعم ويسقونه الثلج ويغسلون أطرافه بالماء البارد، فغير بعيد أن يكون - صلى الله عليه وسلم - أراد هذا النوع من الحمى فلا يبقى للملحد إلا أن يتقول الكذب ويعارض كذبه بنفسه، وهذا مما لا يلتفت إليه (١).

وقال ابن بطال: قوله "صدق الله وكذب بطن أخيك" يدل أن الكلام لا يحمل على ظاهره، ولو حمل على ظاهره لبرئ المريض عند أول شربة، فلما لم يبرأ دل على أن الألفاظ مفتقرة إلى معرفة معانيها وليست على ظواهرها (٢).

وقال ابن الجوزي: يجاب عما اعترض به على قوله لصاحب الإسهال "اسقه عسلًا" من أربعة أوجه.

أحدها: أنه تأول الآية وهي: {فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ} ولم يلتفت إلى اختلاف الأمراض.

ثانيها: أن ما كان يذكره - صلى الله عليه وسلم - من الطب على مذاهب العرب وعاداتهم كما في حديث إبراد الحمى بالماء.

ثالثها: أن العسل كان يوافق ذلك الرجل، فقد قال الخطابي: كان استطلاقه من الامتلاء وسوء الهضم (٣).

قلت: عند أبي نعيم أنه كان به هيضة، ومعناها قريب.

رابعها: أن يكون أمره بطبخ العسل قبل سقيه وهو لعقد البلغم.

وذكر ابن سعد عن علي - رضي الله عنه -: إذا اشتكى أحدكم شيئًا فليسأل امرأته ثلاثة دراهم من صداقها، فتشتري به عسلاً، ويشربه بماء السماء، فيجمع


(١) "المعلم بفوائد مسلم" ٢/ ٢٦٥ - ٢٦٧.
(٢) "شرح ابن بطال" ٩/ ٤١٦.
(٣) "أعلام الحديث" ٣/ ٢١١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>