قد أسلفنا كلام ابن بطال في قوله:"صدق الله وكذب بطن أخيك" وذكر الخطابي فيه احتمالين:
أحدهما: أن يكون أخبر عن غيب أطلعه الله عليه وأعلمه بالوحي أن شفاءه في العسل فكرر عليه الأمر بسقيه ليظهر ما وعد به.
الثاني: أن يكون قد علم أن ذلك النوع من المرض يشفيه بسقيه العسل.
فصل:
ذكر ابن الأثير في "جامعه" عن ابن عمر - رضي الله عنهما - أنه كان إذا خرجت به قرحة أو شيء لطخ الموضع بالعسل، ويقرأ الآية، وكان يقول: عليكم بالشفائين القرآن والعسل. وقال شقيق قال - صلى الله عليه وسلم -: "المبطون شهيد ودواء المبطون العسل"(١).
فصل:
العسل يذكر ويؤنث، ذكره أبو حنيفة في "النبات" ويجمع عُسولًا وأعسلًا وعسلانًا وعسلاً، إذا أردت فرقًا منه وضروبًا، وله أسماء فوق المائة منها: الأري والسلوى والدوب والدواب والشهد والبسل والسيلة والطرم وجنى النحل ولعابُ النحل وريقه ومجاجُه.
فصل:
ذكر ابن الجوزي أن النهي عن الكي على خمسة أضرب: كي الصحيح لئلا يسقم كفعل الأعاجم، وكثير من العرب يعظمون أمره على الإطلاق، ويقولون: أنه يحسم الداء، وإذا لم يفعل عطب