للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

معلما لأهل اليمن وحضرموت، فقال: "إنك تقدم على قوم أهل كتاب، وإنهم سائلوك .. " الحديث.

وفيه: " .. ولا تقضين إلا بعلم، وإن أشكل عليك أمر فسل واستشر، فإن المستشير معان والمستشار مؤتمن، وإن التبس عليك فقف نبين لك أو تكتب إلى، ولا تصرمن قضاء فيما لم تجده في كتاب الله أو سنتي إلا عن ملأ" (١).

وفيه: دليل عظيم على ما كان عليه القوم من الإنصاف في العلم والانقياد إليه.

وفيه: استعمال خبر الواحد (وقبوله) (٢) وإيجاب العمل به، وهو أصح وأقوى ما يروى جهة الأثر في خبر الواحد؛ لأن ذلك كان بمحضر من الصحابة في أمر قد أشكل عليهم، فلم يقولوا لعبد الرحمن أنت واحد فلا يجب قبوله إنما يجب قبول خبر الكافة.

قال أبو عمر: ما أعظم ضلال من قاله، والله تعالى يقول: {إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا} فلو كان العدل إذا جاء بنبأ يتثبت في خبره ولم ينفذ لاستوى الفاسق والعدل.

وهذا خلاف القرآن العظيم، قال تعالى: {أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ} [ص: ٢٨] (٣) وقد قال القاضي أبو بكر: الصحابة على تقديم خبر الواحد (٤) على قياس الأصول، وما نحن فيه ظاهر.


(١) "التمهيد" ٨/ ٣٧٠.
(٢) من (ص ٢).
(٣) السابق ٨/ ٣٧١.
(٤) قال ابن العربي في "أحكام القرآن" ٢/ ٥٧٩: خبر الواحد أصل عظيم لا ينكره إلا زائغ، وقد أجمعت الصحابة على الرجوع إليه، وقد جمعناه في جزء.

<<  <  ج: ص:  >  >>