للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

من جرى لهم الخير على يديه، وإن لم يردهم به، وكان الشارع يستحب الاسم الحسن والفأل الصالح، وقد جعل الله تعالى في فطرة الناس محبة الكلمة الحسنة والفأل الصالح والأنس به، كما جعل فيهم الارتياح للبشرى والمنظر الأنيق، وقد يمر الرجل بالماء الصافي فيعجبه وهو لا يشربه وبالروضة المنورة فتسره وهي لا تنفعه. وفي بعض الحديث أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يعجبه الأترج والفاغية وهي نور الحناء، وهذا مثل إعجابه بالأسماء الحسنة والفأل الحسن، وعلى حسب هذا كانت كراهته للاسم القبيح، كبني النار وبني حزن وشبهه، وقد كان كثير من أهل الجاهلية لا يرون الطيرة شيئا ويمدحون من كذب بها، قال المرقش:

ولقد غدوت وكنت لا … أغدو على واق وحائم

فإذا الأشائم كالأيا … ـمن والأيامن كالأشائم

كذا عزاه ابن بطال إلى المرقش (١)، وعزاه غيره إلى حرز بن ذكوان، فلعله هو، وأوله:

ولا يقعدنك عن بغا … ء الخير تقعاد التمائم

وبعد البيتين:

وكذاك لا خير ولا شر … على أحد بدائم

قد حط ذاك في كتا … ب الأوليات القدائم

وقال عكرمة: كنت عند ابن عباس - رضي الله عنهما -، فمر طائر يصيح، فقال رجل من القوم: خير خير فقال ابن عباس: ما عندها لا خير ولا شر (٢).


(١) "شرح ابن بطال" ٩/ ٤٣٨.
(٢) "تأويل مختلف الحديث" لابن قتيبة ص ١٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>