للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أهل الجاهلية يقولون: الطيرة في كذا وكذا. وهو رد (لصريح خبرٍ رواه ثقات) (١)، والصحيح أن المعنى: إن خيف من شيء أن يكون سببا لما يخاف شره ويتشاءم به فهذِه الأشياء، لا على سبيل الذي يظنه أهل الجاهلية من الطيرة والعدوى. وقال الخطابي: لما كان الإنسان لا يستغني عن هذِه الأشياء الثلاثة، ولكن لا يسلمن من عارض مكروه فأضيف إليها الشؤم إضافة محل (٢).

فصل:

الشؤم مهموز: نقيض اليمن، تقول: ما أشأم الرجل. قال الجوهري: والعامة تقول: ما أشأمه (٣).

ويسمى كل محذور ومكروه مشؤما ومشأمة، والشؤمى: الجهة اليسرى، وأصحاب المشأمة: الذين سلك بهم طريق النار؛ لأنها على الشمال. وقيل: لأنهم مشائيم على أنفسهم. وقيل: لأنهم أخذوا كتابهم بشمالهم.

فصل:

نقل ابن التين عن معمر أنه سمع من يقول: شؤم المرأة أن لا تلد، والدابة إذا لم يغز عليها، والدار جار السوء (٤). قال: إنه حسن؛ لأنه - صلى الله عليه وسلم - نفى الشؤم والطيرة، فقال: "لا شؤم ولا طيرة". قال: وقيل: لم يسمع الراوي الحديث، وأوله: "إن الجاهلية تقول الشؤم في ثلاث" فحكى


(١) في الأصل: لصريح رواية ثقات.
(٢) "أعلام الحديث" ٢/ ١٣٧٩ بتصرف.
(٣) "الصحاح" ٥/ ١٩٥٧ مادة: [شأم].
(٤) "التمهيد" ٩/ ٢٧٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>