للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال في "الغريبين": لأنه يقطع الأرض.

وقوله: (شثن الكفين والقدمين) قال الخليل: الذي في أنامله غلظ، وقد شثن شثنًا (١).

وقال أبو عبيد: هما إلى الغلظ (٢)، فكان كفه - عليه السلام - ممتلئًا لحمًا، وبين ذلك قول أنس: وكان ضخم اليدين والقدمين، غير أن كفه مع ضخامتها كانت لينة، كما روي عن أنس - رضي الله عنه - أنه قال: ما مسست حريرة ألين من كف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (٣).

وعبارة الخطابي: يريد الغليظ الكفين الواسعان (٤).

فإن قلت: قد قال أبو حاتم عن الأصمعي: الشثن غلظ الكف وخشونتها، وأنشد قول امرئ القيس:

وتعطوا برخص غير شثن كأنه … أساريع ظبي أو مساويك أسحل

فعلى تأويل الأصمعي: البيت يعارض قول أنس في صفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه كان خشن اليدين مع قوله: (ما مسست حريرة ألين من كفه).

قلت: قول الأصمعي من أفراده، ولا فسر أحد بيت امرئ القيس عليه، وقد فسر الطوسي البيت بما يوافق قول الأولين، فقال: قوله: بكف غير شثن. أي: غير غليظ جاف. وهو الصواب؛ لأن الشاعر إنما وصف كف جارية والمستحب فيها الرقة واللطافة، ألا تراه أنه شبهها في الرقة بالدود البيض الرقاق اللينة التي تكون في الرمل أو بمساويك رقاق ولم يصفها بالغلظ والامتلاء، وذلك لا يستحب


(١) "العين" ٦/ ٢٥٠ مادة: شثن.
(٢) "غريب الحديث" لابن سلام ١/ ٣٨٨.
(٣) سلف برقم (١٩٧٣) كتاب الصوم، باب ما يذكر من صوم النبي - صلى الله عليه وسلم - وإفطاره.
(٤) "أعلام الحديث" ٣/ ٢١٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>