للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وروي عن كعب الأحبار أنه قال لما طعن عمر: لو دعا الله لزاد في عمره، فأنكر ذلك عليه المسلمون واحتجوا بالآية السالفة، وأن الله يقول: {وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ} [فاطر: ١١] وقيل: إنه يحكم أن عمر الإنسان مائة سنة إن أطاع، وتسعين إن عصى، فأيهما بلغ فهو في كتابه (١)، فعلى هذا يكون الحديث على ظاهره؛ لأن صلة الرحم من الطاعة.

وعبارة الطبري أنه إن فعل ذلك به جزاء له على ما كان له من العمل الذي يرضاه فإنه غير زائد في علم الله شيئًا لم يكن به عالمًا قبل تكوينه، ولا ناقص منه شيئًا، بل لم يزل عالمًا بما في العبد فاعل وبالزيادة التي هو زائد في عمره بصلة رحمه، والنقص الذي هو بقطع رحمه من عمره ناقص قبل خلقه، لا يعزب عنه (٢) شيء من ذلك (٣)، وقد سلف ذلك في كتاب البيوع في باب: من أحب البسط في الرزق.

فصل: فيما جاء في فضلها.

روى أبو موسى المديني في "ترغيبه" من حديث عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا: "بر الوالدين يزيد في العمر، والكذب ينقص الرزق" (٤) ثم قال: اختلف على عثمان


(١) انظر "معاني القرآن" للنحاس ٦/ ٤٤٥ - ٤٤٦.
(٢) وقع في الأصل بعدها: (مثقال ذرة). وعلم عليها (لا .. إلى).
(٣) انظر "شرح ابن بطال" ٩/ ٢٠٤.
(٤) رواه أبو الشيخ الأصبهاني في "طبقات المحدثين بأصبهان" ٤/ ٢٩٥ (١٠٥٥)، وابن عدي في "الكامل" ٣/ ٤٧٩ بهذا الإسناد. ورواه أيضًا الخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (١١٧) مختصرًا. وأورده المنذري في "الترغيب والترهيب" بصيغة التمريض مشيرًا لضعفه. "ضعيف الترغيب والترهيب" ٢/ ٢٥٧. وذكره الحافظ العراقي في "تخريج الإحياء" (٢٩٥٢) مختصرًا، وقال: إسناده ضعيف. =

<<  <  ج: ص:  >  >>