للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وجمع له - عليه السلام - في قوله: ("لا تغضب") جوامع خير الدنيا والآخرة؛ لأن الغضب يئول إلى التقاطع، ومنع ذي الرفق، وربما آل إلى أن يؤدي فينقص لذلك دينه.

وفي "الموطأ": قال رجل: يا رسول الله، كلمنى كلمات أعيش بهن ولا تكثر علي فأنسى قال: "لا تغضب" (١).

وذكر الهروي (٢) أن في الحديث: "الحدة تعتري خيار أمتي" (٣). وفي آخر: "خيار أمتي أحداؤها" (٤). جمع حديد. قال: وفيه حدة. قلت: ومدح الله الذين يغفرون عند الغضب وأثنى عليهم، وأخبر أن ما عنده خير وأبقى لهم من متاع الحياة الدنيا وزينتها، وأثنى على الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس، وأخبر أنه يحبهم بإحسانهم في ذَلِكَ.


(١) "الموطأ" برواية يحيى ص ٥٦٥.
(٢) نقله عنه ابن الأثير في "النهاية" ١/ ٣٥٢ مادة: حدد.
(٣) رواه الطبراني ١١/ ١٥١ (١١٣٣٢) من حديث ابن عباس مرفوعًا، وفي إسناده سلام الطويل، وهو متروك، "المجمع" ٨/ ٢٦، لكن تابعه محمد بن الفضل، إلا أنه كذاب أيضًا، فلا يفرح بمتابعته، كذبه ابن معين، والفلاس وغيرهما، وبالجملة فالحديث من هذا الوجه ضعيف جدًا، لكن له شاهد بإسناد خير من هذا عن دريد بن نافع، عن أبي منصور الفارسي مرفوعًا به، وهذا سند ضعيف، فإن أبا منصور هذا مختلف في صحبته، وقد قال البخاري: حديثه مرسل. قاله الألباني في "الضعيفة" (٢٦)، وانظر: "المقاصد الحسنة" (٣٩٧).
(٤) رواه الطبراني في "الأوسط" ٦/ ٦٠ (٥٧٩٣) من حديث على مرفوعًا، وفي إسناده عبد الله بن قنبر، قال العقيلي: لا يتابع على حديثه من جهة تثبت. وساق له الذهبي في ترجمته هذا الحديث وقال: خبر باطل. وأقره العسقلاني. انظر "لسان الميزان" (٤٧٥٦) وقال الألباني في "الضعيفة" (٢٩): باطل، وخلاصة القول: إن هذِه الأحاديث في الحدة كلها موضوعة إلا حديث دويد عن أبي منصور الفارسي الذي تقدم فضعيف؛ لإرساله. اهـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>