للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال الهروي: إنه في حديث عمران بن الحصين (١).

وقوله: (وظن أنها صادقة). أي: بما ورت به من استراحة الحياة وهدوء النفس من تعب العلة وهي صادقة في الذي قصدته. ولم تكن صادقة فيما ظنه أبو طلحة، وفهمه من ظاهر كلامها، ومثل هذا لا يسمى كذبًا على الحقيقة.

وقوله في النساء "القوارير" شبههن بها؛ لأنهن عند حركة الإبل بالحداء وزيادة مشيها به، يخاف عليهن السقوط فيحدث لهن ما يحدث بالقوارير من التكسر. وكذلك قوله: "إنه لبحر". شبه جريه بالبحر الذي لا ينقطع، أي: واسع الجري واسمه مندوب.

فهذا كله أصل في جواز المعاريض واستعمالها فيما يحل ويحرم، ونحو هذا ما روي عن ابن سيرين أنه قال: كان رجل من باهل عيونًا فرأى بغلة شريح فأعجبته، فقال له شريح: إنها إذا ربضت لم تقم حَتَّى تقام. يعني أن الله تعالى هو الذي يقيمها بقدرته. فقال الرجل: أف أف. يعني: استصغرها. والأف تقال للنتن.


(١) حديث عمران بن حصين رواه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" ٤/ ٢٨٧، وابن أبي شيبة ٥/ ٢٨٣ (٢٦٠٨٧)، والبخاري في "الأدب المفرد" (٨٥٧)، والطبراني ١٨ (٢٠١)، والبيهقي في "السنن" ١٠/ ١٩٩، وفي "الشعب" ٤/ ٢٠٣ - ٢٠٤ (٤٧٩٤) من طريق قتادة عن مطرف بن عبد الله عن عمران بن حصين موقوفًا. وهو الصحيح؛ صححه البيهقي، والألباني في تعليقه على "الأدب المفرد" (٨٥٧). ورواه ابن عدي في "الكامل" ٣/ ٥٦٧، والقضاعي في "مسند الشهاب" ٢/ ١١٩ - ١٢٠ (١٠١١)، والبيهقي في "السنن" ١٠/ ١٩٩ من طريق قتادة عن زرارة بن أوفي عن عمران بن حصين مرفوعًا.
وهو ضعيف؛ ضعفه البيهقي في "الشعب" ٤/ ٢٠٤، والألباني في "الضعيفة" (١٠٩٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>