للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وصح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثان في تقديم السلام (١).

فرع:

إذا استأذن ثلاثًا فلم يؤذن له، فظن أنه لم يسمعه ففيه ثلاثة مذاهب:

أظهرها: أنه ينصرف ولا يعيد الاستئذان.

وثانيها: يزيد فيه، قال مالك: لا بأس به (٢). وهو تأويل قوله: {حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا} [النور: ٢٧].

وثالثها: إن كان بلفظ الاستئذان المتقدم لم يعده وإن كان بغيره أعاده.

فمن قال بالأظهر فحجته قوله في الحديث: "فلم يؤذن له فليرجع" كما سيأتي (٣)، ومن قال بالثاني حمل الحديث على من علم أو ظن أنه سمعه، وقول أبي بن كعب فيه: والله لا يقوم معك إلا أصغر القوم (٤). معناه: أن هذا الحديث


(١) الحديث الأول رواه أبو داود (٥١٧٧)، عن منصور، عن ربعي قال رجل من بني عامر أنه استأذن على النبي - صلى الله عليه وسلم -وهو في بيت فقال: ألج؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لخادمه "اخرج إلى هذا فعلمه الاستئذان، فقل له: قل: السلام عليكم أأدخل؟ " فأذن له النبي - صلى الله عليه وسلم - فدخل، ورواه بنحوه الترمذي (٢٧١٠) عن صفوان بن أمية به.
والثاني رواه أحمد ٣/ ١٣٨ من طريق معمر، عن ثابت البناني، عن أنس أو غيره أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استأذن على سعد فقال: "السلام عليكم ورحمة الله"، فقال سعد: وعليك السلام ورحمة الله، ولم يسمع النبي - صلى الله عليه وسلم -، حتى سلم ثلاثًا ورد سعد ثلاثًا ولم يسمعه فرجع النبي - صلى الله عليه وسلم -، واتبعه سعد فقال: يا رسول الله بأبي أنت وأمي ما سلمت تسليمة إلا هي بأذني ولقد رددت عليك ولم أُسْمِعْك أحببت أن استكثر من سلامك ومن البركة ثم أدخله البيت فقرب له زبيبًا فأكل نبي الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما فرغ قال: "أكل طعامكم الأبرار وصلت عليكم الملائكة وأفطر عندكم الصائمون".
(٢) انظر: "التمهيد" ٣/ ١٩٢.
(٣) برقم (٦٢٤٥).
(٤) سيأتي قريبًا برقم (٦٢٤٥) باب: التسليم والاستئذان ثلاثًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>