كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح

٧٩ - كتاب الاستئذان - ٨ - باب إفشاء السلام - ج: 29 - ص: 41

الكفاية. وأما التي هو بفعلها محمود وتركها غير مذموم فالسلام عليه إذا لقيه، فإن المبتدئ أخاه بالسلام له الفضل كما سلف في المتهاجِرَين "وخيرهما الذي يبدأ بالسلام" (١) ومن ذلك عيادته لأخيه إذا مرض، وإجابته إلى طعام إذا دعاه إليه، فإن تارك ذلك تارك للفضل لا تارك فرض؛ لإجماع الجميع على ذلك.

قلت: كذا قال، والخلاف عندنا في وليمة العرس والأظهر الوجوب، وقد سلف جملة من معنى هذا الحديث في الجنائز (٢) والمظالم (٣) والنكاح (٤) واللباس (٥).

فصل:

سلف ذكر المياثر، قال الجوهري: ميثرة الفرس: لبدته، غير مهموزة والجمع: مياثر ومواثر (٦). قال أبو عبيد: وأما المياثر الحمر التي جاء فيها النهي فكانت من مراكب الأعاجم من ديباج أو من حرير (٧). وعند الهروي: في الحديث: نهى عن ميثرة الأرجوان؛ صبغ أحمر (٨).

---

(١) سلف برقم (٦٠٧٧) من حديث أبي أيوب الأنصاري: كتاب: الأدب، باب الهجرة، ورواه مسلم برقم (٢٥٦٠).
(٢) راجع شرح حديث (١٢٣٩).
(٣) راجع شرح حديث (٢٤٤٥).
(٤) راجع شرح حديث (٥١٧٥).
(٥) راجع شرح أحاديث (٥٨٣٨، ٥٨٤٩، ٥٨٦٣).
(٦) "الصحاح" ٢/ ٨٤٤ مادة [وثر].
(٧) "غريب الحديث" لابن سلام ١/ ١٣٩.
(٨) "النهاية في غريب الحديث" ٥/ ١٥٠ والحديث أخرجه الترمزي عن عمران بن حصين (٢٧٨٨) وقال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. وصححه الألباني في "صحيح الترمذي" (٢٢٣٩).