للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي "المشكل " لأبي جعفر الطحاوي عن مسروق: كنت أنا وعلقمة مع ابن مسعود وهو بيننا، فجاء أعرابي فقال: السلام عليكم يا ابن أم عبد. فضحك عبد الله وقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن من أشراط الساعة السلام بالمعرفة" (١)، وفي رواية: "ما بين يدي الساعة تسليم الخاصة" (٢)، وفي حديث إسلام أبي ذر قال: فانتهيت إليه -يعني: رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد صلى هو وصاحبه -يعني: الصديق - رضي الله عنه - فكنت أول من حياه بتحية الإسلام، فقال: "وعليك ورحمة الله" (٣).

قال الطحاوي: وهذا ليس بمعارض للأول، إذ قد يحتمل أن يكون أبو ذر كان مع الصديق ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - متشاغل إما بصلاة وإما بطواف؛ لأن ذلك كان بمكة عند البيت فلم يحتج إلى السلام على أبي بكر، وكانت الحاجة إلى السلام على سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ (فقصر سلامه عليه فلم ينل) (٤) ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (٥).

واختصاصه - عليه السلام - أبا ذر بالرد عليه وحده دون غيره؛ دليل على أن الرد خلاف السلام؛ لأن المسلم على الواحد من الجماعة ظالم لبقيتهم؛ لأنه كان عليه أن يسلم عليهم كلهم، والرد من المسلم عليه عن نفسه وحده أو عن جماعة هو منهم على اختلاف بين أهل العلم


(١) "مشكل الآثار" ٤/ ٢٦٥ (١٥٩١) وفيه: عن علقمة أنه كان مع مسروق وابن مسعود. أي: أن المتحدث هو علقمة، والذي مع ابن مسعود هو مسروق، لا كما ذكر المصنف -رحمه الله.
(٢) مسلم (٢٤٧٣) كتاب: "فضائل الصحابة" باب: فضائل أبي ذر.
(٣) "مشكل الآثار" ٤/ ٢٧٠ - ٢٧١ (١٥٩٥).
(٤) كذا بالأصل، وفي "شرح المشكل" ٤/ ٢٧٣: (فقصد بسلامه إليه، فلم ينكر).
(٥) "مشكل الآثار" ٤/ ٢٧٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>