للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

التوبة (١)، وقال عبد الله بن سميط: ما دام قلب العبد مصرًّا على ذنب واحدٍ فعمله معلق في الهواء، فإن تاب من ذلك الذنب وإلا بقي عمله أبدًا معلقًا. وروى الأصيلي عن أبي القاسم يعقوب بن محمد بن صالح (المصري) (٢) إلى عبد الوهاب، عن محمد بن زياد، عن علي ابن زيد بن جدعان، عن سعيد بن المسيب، عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يقول الله تعالى: إذا تاب عبدي إلىّ نسَّيت جوارحه ونسَّيت البِقَاع ونسَّيت حافظيه حتى لا يشهدوا عليه" (٣).

فصل:

وفي حديث ابن مسعود الذي حدث عن نفسه أنه ينبغي لمن أراد أن يكون من جملة المؤمنين أن يخشى ذنوبه؛ ويعظم خوفه منها ولا يأمن عقاب الله تعالى فيستصغرها، فإن الله (يعاقب) (٤) على القليل وله الحجة البالغة في ذلك.

فصل:

أسلفنا معنى فرح الربِّ جلَّ جلاله بتوبة العبد، وهو ما صرح به ابن فورك، حيث قال: الفرح في كلام العرب بمعنى السرور، من ذلك قوله: {وَفَرِحُوا بِهَا} [يونس: ٢٢] أي: سُرُّوا، ولا يليق ذلك بالله؛ لا يقتضي جواز الحاجة (عليه) (٥) ونيل المنفعة، وبمعنى البطر والأشر ومنه: {إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ} [القصص: ٧٦] وبمعنى: الرضى من


(١) رواه البيهقي في "شعب الإيمان" ٥/ ٤٣٦ (٧١٧٩).
(٢) في (ص ٢) البصري.
(٣) لم أقف عليه.
(٤) في (ص ٢): (يعذب).
(٥) من (ص ٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>