للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قوله: {كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} [المؤمنون: ٥٣] أي: راضون، ولما كان من يُسَرُّ بالشيء قد رضيه، قيل: إنه فرح به على معنى أنه به راضٍ، وعلى هذا تتأول الآثار؛ لأن البطر والسرور لا يليقان بالرب جل جلاله (١).

فصل:

للتوبة أركان: الندم على ما وقع، والعزم على ألا تعود، والإقلاع عن المعصية، فإن تعلقت بآدمي (توقف على) (٢) استحلاله منه، وهي فرض على الإنسان إجماعًا في كل وقت وآن، ومن كل ذنب أو غفلة أو تقصير في كمال. وما منا أحد خلا من ذلك بالقلب والجوارح (واللسان) (٣)، وأصلها الرجوع، وعلامتها حسن الحال، وصدق المقال، وخلق الله لها في الحال، (وتجب في) (٤) الحرام، وتستحب في المكروه، وتوبة الزهاد عن الشهوات، والمقربين عن الشبهات. فمن لطفه بنا توبة من قبلنا بالقتل بالمحدد، وتوبتنا بإظهار الندم والتجلد، وتلك في لحظة، وتوبتنا مستمرة ولله الحمد.


(١) "مشكل الحديث وبيانه" لابن فورك ص (٢٠٢ - ٢٠٤).
وابن فورك من غلاة أهل التأويل، وقد تقدم التعليق على كلامه هذا مرارًا وسيأتي بتفصيل أكثر في شرحه لكتاب التوحيد من "صحيح البخاري".
وخلاصة القول أن مذهب السلف إثبات صفات الله -عَزَّ وَجَلَّ- دون تأويل، أو تمثيل أو تشبيه أو تعطيل والاشتراك اللفظي لصفة المخلوق مع صفة الخالق لا يستلزم المشابهة.
(٢) في الأصل (جاز).
(٣) في (ص ٢) (والمسالك) وفي حاشية الأصل: في الأصل والمسالك.
(٤) في الأصل: (تجنب).

<<  <  ج: ص:  >  >>