للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وروي عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أن الذكر ذكران: ذكر الله عند أوامره ونواهيه،، وباللسان، وكلاهما فيه الأجر، إلا أن ذكر الله تعالى عند أوامره ونواهيه إذا فعل الذاكر ما أمر به، وانتهى عما نهي عنه، أفضل من ذكره باللسان مع مخالفة أمره ونهيه، والفضل كله والشرف والأجر في اجتماعهما من الإنسان، وهو أن لا ينسى ذكر الله تعالى عند أمره ونهيه، فينتهي، ولا ينساه من ذكره بلسانه، وسيأتي في كتاب الرقاق في باب: من هم بحسنة أو سيئة (١)، هل تكتب الحفظة

الذكر بالقلب؟ وما للسلف فيه، وسيأتي في الاعتصام (٢) في باب: قوله تعالى: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ} حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا ذكرني عبدي في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه" الحديث (٣).

قال الطبري: ومن جسيم ما (يرجى) (٤) به العبد الوصول إلى رضا ربه تعالى، ذكره إياه بقلبه؛ فإن ذلك من شريف أعماله عندي؛ لحديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.

فإن قلت: فهل من أحوال العبد حال يجب عليه فيها ذكر الله فرضًا بقلبه؟

قيل: نعم، هي أحوال أداء فرائضه من صلاة وصيام وزكاة وحج، وسائر الفرائض، فإن على كل من لزمه عمل شيء من ذلك أن يكون


(١) سيأتي برقم (٦٤٩١).
(٢) في هامش الأصل: في كتاب التوحيد وقد جرى ذلك له غير مرة، يسمي كتاب التوحيد كتاب الاعتصام، والذي أعرفه أنهما كتابان، والله أعلم.
(٣) سيأتي في التوحيد برقم (٧٤٠٥).
(٤) كذا في الأصول، وفي الأصل عليها: صح.

<<  <  ج: ص:  >  >>