للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حكيم أن كعب الأحبار أخبر قال: لولا كلمات أقولهن لجعلتني يهود حمارًا، فقيل له: ما هن؟ فقال: أعوذ بوجه الله العظيم الذي ليس شيء أعظم منه، وبكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر (وبأسمائه) (١) الحسنى كلها، ما علمت منها، وما لم أعلم من شر ما خلق وذرأ وبرأ (٢).

فهذا كعب على علمه واتساعه، لم يتعاط أن يحصر معرفة الأسماء مثل ما حصرها، هذا الذي زعم أنه عرفها من القرآن، والدعاء في هذا بدعاء كعب أولى وأسلم من التكلف، وقد كان بعض السادة يدعو به كثيرًا.

وسيأتي تفسير الإحصاء والمراد بهذا الحديث في الاعتصام (٣) في قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "باسم الله الأعظم"، وفي الباب أيضًا بعدُ.

وروى وكيع، عن مالك بن مغول، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه أنه - عليه السلام - سمع رجلاً يقول: اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك لا إله إلا أنت، الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد، فقال: "لقد دعا باسم الله الأعظم، الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى" (٤).


(١) في (ص ٢): وبأسماء الله.
(٢) "الموطأ" ص (٥٩٠).
(٣) سيأتي في التوحيد برقم (٧٣٩٢)، باب: إن لله مائة اسم إلا واحدًا، ولعل المصنف يسمي كتاب التوحيد بكتاب الاعتصام.
(٤) رواه ابن ماجه (٣٨٥٧)، وأحمد ٥/ ٣٦٠، وابن أبي شيبة ٦/ ٤٧ والحاكم ١/ ٥٠٤ وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
قال الذهبي في "التلخيص": على شرط مسلم. وصححه الألباني في "صحيح ابن ماجه" (٣١١١).

<<  <  ج: ص:  >  >>