روايتهم اختلافًا، وأسماؤه كلها عظيمة جليلة، وليس منها اسم أعظم من اسم.
ومعنى قوله:"لقد دعا باسمه الأعظم": العظيم، كقوله:{وَهُوَ أَهْوَنُ}، أي: هين يوضحه حديث حفص بن أخي أنس بن مالك، عن أنس - رضي الله عنه -، أنه - عليه السلام - قال:"لقد دعا باسمه العظيم الذي إذا دعي به أجاب"(١). فقال:"باسمه العظيم" إذا كان معنى ذلك ومعنى الأعظم واحد.
وقال أبو الحسن القابسي: لا يجوز أن يقال في أسمائه وصفاته ما يشبه المخلوقات، ولو كان في أسمائه اسم أعظم من اسم لكان غيره، ومنفصلا منه، والاسم هو المسمى على قول أهل السنة، فلا يجوز أن يكون الاسمان متغايرين.
قال: ومن جعل اسمًا أعظم من اسم، صار إلى قول من يقول: القرآن مخلوق، ومسألة الاسم هل هو المسمى، سلفت واضحة.
قال القشيري: فيه دليل على أنه هو، إذ لو كان غيره لكانت الأسماء لغيره، لقوله تعالى:{وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى}.
قال الطبري: فإن قيل: فلو كان -كما وصفت- كل من أسمائه عظيمًا، لا شيء منها أعظم من شيء لكان كل من دعا باسم من أسمائه مجابًا دعاؤه، كما استجيب دعاء صاحب سليمان، الذي أتاه بعرش بلقيس من مسيرة شهر قبل أن يرتد إلى سليمان طرفه؛ لأنه كان عنده علم من اسم الله الأعظم، وكان عيسى يحيي الموتى، ويبرئ
(١) رواه أبو داود (١٤٩٥)، والنسائي ٣/ ٥٢، وأحمد ٣/ ١٥٨ وابن حبان ٣/ ١٧٥ (٨٩٣)، وصححه الألباني في "صحيح سنن أبي داود" (١٣٤٢).