لَنَنْظُرُ إِلَى الهِلَالِ ثَلَاثَةَ أَهِلَّةٍ فِي شَهْرَيْنِ وَمَا أَوْقَدُوا فِي أَبْيَاتِ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - نَارًا. فَقُلْتُ: مَا كَانَ يُعِيشُكُمْ؟ قَالَتِ: الأَسْوَدَانِ التَّمْرُ وَالْمَاءُ، إِلَّا أَنَّهُ قَدْ كَانَ لِرَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - جِيرَانٌ مِنَ الأَنْصَارِ كَانَ لَهُمْ مَنَائِحُ، وَكَانُوا يَمْنَحُونَ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ أَبْيَاتِهِمْ، فَيَسْقِينَا.
ثامنها:
حديث أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ النبي - صلى الله عليه وسلم -: "اللَّهُمَّ ارْزُقْ آلَ مُحَمَّدٍ قُوتًا".
الشرح:
قوله في الحديث الأول:(إنَّ أبا هريرة كان يقول: آللهِ الذي لا إله إلا هو) يجوز في الله الخفض والنصب. قال ابن التين: ورويناه بالنصب. قال ابن جني: إذا حذفت حرف القسم نصبت الاسم بعده بالفعل المقدر تقول: الله لأذهبن. قال امرئ القيس:
فقالت: يمين الله ما لك حيلة … وما إن أرى عنك الغواية تنجلي
ومن العرب من يجر اسم الله وحده مع حذف حرف الجر، فيقول: اللهِ لأقومن؛ وذلك لكثرة ما يستعملون هذا الاسم، وتقول: أي هاللهِ ذا، فتجر الاسم بها؛ لأنها صارت بدلاً من الواو، وكذلك قولهم في الاستفهام: ألله لتذهبن؟ صارت همزة الاستفهام عوضًا من الواو فجررت الاسم، وتقول في التعجب: لله لأقومن (١)!
وقوله:(إن كنت لأعتمد بكبدي على الأرض) الكبد بكسر الباء وسكونها مثل فخذ وفخذ.
وقوله:(وإن كنت لأشد الحجر على بطني من الجوع) قال الخطابي: