للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يلبس الصوف، ويفترش الشعر، ويصوم يومًا ويفطر يومًا، ويأكل خبز الشعير بالملح والرماد، ويمزج شرابه بالدموع، ولم ير ضاحكًا بعد الخطيئة، ولا شاخصًا ببصره إلى السماء، حياءً من ربه، وهذا بعد المغفرة، وكان إذا ذكر خطيئته خر مغشيًا عليه، يضطرب كأنه أعجب منه، فقال: وهذِه خطيئة أخرى".

وروي عن محمد بن كعب في قوله تعالى: {وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ} [ص: ٢٥] قال: الزلفى: أول من يشرب من الكأس يوم القيامة داود وابنه - عليهما الصلاة والسلام -. قال بعضهم: أرى هذِه الخاصية؛ لشربه دموعه من خشية الله. وكان عثمان إذا وقف على قبر بكى حتى يبل لحيته، فيقال له: قد تذكر الجنة والنار ولا تبكي، وتبكي من هذا؟ قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن القبر أول منازل الآخرة، فإن نجا منه فما بعده أيسر منه، وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه" (١). وقال أبو رجاء: رأيت مجرى الدموع من ابن عباس كالشراك البالي من البكاء (٢).

فصل:

ومن أحاديث الباب قوله - عليه السلام -: "لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين إلا أن تكونوا باكين". يعني: أهل الحجر (٣). وحديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: "لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرًا" (٤) من حديث أبي ذر بزيادة: "ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله" (٥).


(١) رواه الترمذي (٢٣٠٨) وابن ماجه (٤٢٦٧) وصححه الألباني في "المشكاة" (١٣٢).
(٢) رواه ابن أبي شيبة ٧/ ٢٢٤.
(٣) سلف برقم (٤٣٣)، ورواه مسلم (٢٩٨٠).
(٤) سيأتي برقم (٦٦٣٧) كتاب: الأيمان والنذور، باب: كيف كانت يمين النبي - صلى الله عليه وسلم -.
(٥) رواه الترمذي (٢٣١٢) وضعفه الألباني في "ضعيف الترمذي" (٤٠١).

<<  <  ج: ص:  >  >>