للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

على أبي جاد ولم يسم الله سبحانه في أوائل السور إلا هذِه الحروف، فليس يبعد أن يكون من بعض مقتضياتها، وبعض فوائدها الإشارة إلى هذا العدد من السنين لما قدمناه من حديث الألف السابع الذي بعث فيه، غير أن هذا الحساب يحتمل أن يكون من مبعثه، أو من وفاته، وكل قريب بعضه من بعض، فقد جاء أشراطها، ولكن لا تأتيكم إلا بغتة، وقد روي أن المتوكل العباسي سأل جعفر بن عبد الواحد العباسي عما بقي من الدنيا، فحدثه بحديث رفعه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

أنه قال: "إن أحسنت أمتي فبقاؤها يوم من أيام الآخرة، وذلك ألف سنة، وإن أساءت فنصف يوم" (١) ففي هذا الحديث تتميم الحديث المتقدم، وبيان له (٢). هذا كلامه.

وقد رددنا عليه فيما مضى، وأن قوله: (زملًا) صوابه ابن زمل، وأن العسكري وابن منده وابن حبان (٣)، سموه عبد الله، وأن الطبري سماه الضحاك، وتبعه أبو نعيم (٤)، قال ابن الأثير: وأراهما ذهبا غير مذهب، ولعلهما حفظا اسم الضحاك من زمل الذي من أتباع التابعين، فظناه ذاك (٥). وقال أبو موسى المديني: أما ابن زمل هذا فلا أعلمه سمي في شيء من الروايات، ثم إنه جعله خزاعيًّا، وإنما هو جهني، كما بينه الكلبي وغيره، وأن قوله: وإن كان حديث زمل ضعيف الإسناد لا يقال فيه.


(١) الحديث أورده السهيلي في "الروض" ٢/ ٢٩٥، وضعفه العجلوني في "كشف الخفا" ٢/ ٣١٤.
(٢) "الروض الأنف" ٢/ ٢٩٥.
(٣) "الثقات" ٣/ ٢٣٥.
(٤) "معرفة الصحابة" ٣/ ١٥٤١.
(٥) "أسد الغابة" ٣/ ٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>