للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وحديث أنس سلف في تفسير الفرقان (١).

قال الخطابي: والمذكور هنا في الحشر إنما يكون قبل قيام الساعة، يحشر الناس أحياء إلى الشام، وأما الحشر الذي بعد البعث من القبور فعلى خلاف هذِه الصورة، من ركوب الإبلِ، والمعاقبة عليها، إنما هو على ما ورد في الخبر: "يبعثون حفاة غرلاً" قال: وقيل: إن هذا في البعث دون الحشر، فليس بين الحديثين تضاد، قال: وقوله: ("عشرة على بعير") يعني أنهم يعتقبون البعير الواحد يركب بعضهم، ويمشي (الباقون) (٢) عقبًا بينهم (٣).

وقال الداودي: يحملون على قدر أعمالهم، والاثنان على البعير أفضل من الثلاثة، والثلاثة أفضل من أكثر منهم.

وقوله: ("تقيل معهم حيث قالوا") إلى آخره يدل أنهم يقيمون كذلك أيامًا.

وقال قتادة في تفسير قوله: {لِأَوَّلِ الْحَشْرِ} [الحشر: ٢] هي نار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب تبيت معهم حيث باتوا، وترحل فيرحلون، وتأكل من تخلف (٤).

وقوله: ("أليس الذي أمشاه") إلى آخره، ظاهره: أنه يمشي على وجهه حقيقة، وقيل: هو مثل الكافر والمؤمن أن هذا ضال وهذا مهتد، وهذا قول مجاهد في تفسير قوله تعالى: {أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ} (٥) [الملك: ٢٢].


(١) سلف برقم (٤٧٦٠).
(٢) في (ص ٢): بعضهم.
(٣) "أعلام الحديث" ٣/ ٢٢٦٩ - ٢٢٧٠.
(٤) "الطبري" ١٢/ ٢٨.
(٥) انظر: "تفسير مجاهد" ٢/ ٦٨٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>