للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فصل:

قال المهلب أيضًا: في حديث الباب حجة لأهل السنة على المجبرة من أهل القدر، وذلك قوله: ("اعملوا فكل ميسر لما خلق له") ولم يقل: فكل مجبر على ما خلق له، وإنما أراد لما خلق له من عمله للخير أو للشر، فإن قلت: إنما أراد بقوله: لما خلق له الإنسان من جنة أو نار، فقد أخبر أنه ميسر لأعمالها ومختار لا مجبر؛ لأن الجبر لا يكون باختيار، وإنما هو إكراه (١).

فصل:

قيل: أول ما خلق الله اللوح والقلم والدواة، وقال للقلم: اكتب ما يكون، فكتب. وروي عن ابن عباس: أول ما خلق الله القلم فقال: اكتب قال: ما أكتب؟ قال: اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة، فكتب (٢). ثم خلق نون، فوقع ذَلِكَ، فذلك قوله تعالى: {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (١)} [القلم: ١]، وذكر أيضًا عنه: أن أول ما خلق الله الدواة، وهي نون والقلم، فكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة.

فصل:

وقوله تعالى: {وَأَضَلَّهُ اللهُ عَلَى عِلْمٍ} [الجاثية: ٢٣]، أي: علم الله تعالى في الأزل من يضله ومن يهديه، هذا معنى ما ذهب إليه البخاري في الترجمة كما مر، وقيل معناه: أنه أضله بعد أن أعلمه وبين له فلم يقبل.

فصل:

قوله: ("كل يعمل لما خلق له -أو- لما ييسر له") إنما قال إحداهما، يعني: أنه إنما يعمل ما سبق في علمه سبحانه أنه يعمله.


(١) "شرح ابن بطال" ١٠/ ٣٠٠.
(٢) رواه الطبري في "تفسيره" ١٢/ ١٧٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>