للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فصل:

واختلف العلماء فيمن حلف أن لا يأكل إدامًا فأكل لحمًا مشويًا، فقال مالك والشافعي: يحنث كما لو أكل زيتًا وخلًّا. وقال أبو حنيفة وأبو يوسف: الإدام: ما يصطبغ مثل الزيت والعسل والخل، فأما ما لا يصطبغ به مثل اللحم المشوي والخبر والبيض فليس بإدام، وعند المالكية: يحنث بكل ما هو عند الحالف إدام، ولكل قوم عادة.

قال محمد: ما كان الغالب منه أنه يؤكل بالخبز فهو إدام (١)، حكاه ابن بطال (٢)، وحكاه ابن التين عنه: يحنث بأكل السمن والعسل والزيت والودك والشحم والزيتون والجبن والصبر والسلجم والمري والشبراق، وشبه ذلك قال: ولا أرى أن يحنث بالملح (الجريش) (٣) ولا المطيب وإن كان قد أحنثه بعض العلماء به.

وقال أصبغ عن أشهب في "العتبية": يحنث بالملح محضًا أو مبررًا. حجة الكوفيين أن حقيقة الإدام هو اسم للجمع بين الشيئين قال - عليه السلام - "إذا أراد أحدكم أن يتزوج المرأة فلينظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينهما" (٤) معناه: أنه يجمع بينهما.

وقيل: إنه من الدوام، وقيل: من وقوع الأدمة على الأدمة، وليس كل اسم يتناوله إطلاق اسم، بدليل أن من جمع بين لقمتين لا يسمى بهذا الاسم، وإنما المراد أن يستهلك فيه الخبز ويكون تابعًا له بأن تتداخل أجزاؤه بأجزاء غيره، وهذا لا يحصل إلا فيما يصطبغ به. وهذا الوجه


(١) انظر: "مختصر اختلاف العلماء" ٣/ ٢٦٠، "النوادر والزيادات" ٤/ ١٠٦.
(٢) "شرح ابن بطال" ٦/ ١٤٥.
(٣) في (ص ٢): الحرش.
(٤) رواه الترمذي (١٠٨٧) وقال: حديث حسن، ورواه النسائي ٦/ ٦٩، وابن ماجه (١٨٦٥)، من حديث المغيرة بن شعبة.

<<  <  ج: ص:  >  >>