للعاصب معه في حال الفرض؛ لأن فرضه السدس، واحتج زيد فقال: هو مثل وادٍ تشعب منه نهر ثم جر النهر نهرين فالنهران الأخوان، وأصل الوادي الجد، وأبعد من قال: معنى قول أبي بكر: الجد أب، أي: في الحرمة والبرِّ دون الميراث.
فصل:
قيل: حقيقة الخليل: من خص بما لم يخص به غيره، وذلك أنه تعالى خص إبراهيم يكون النار عليه بردًا وسلامًا، فالمعنى على هذا: لو كنت أخص أحدًا من هذا الدين بشيء لخصصت أبا بكر، فهو ردٌّ على الشيعة القائلين أنه خص عليًّا من الدين والقرآن بما لم يخص به أحدًا، وقيل: المانع من اتخاذه خليلاً قوله في الحديث في رواية أخرى: "ولكن صاحبكم خليل الله"(١) يريد نفسه، وأن من كان خليل الله لم يخالل غيره.
وقوله هنا:"ولكن خلة الإسلام أفضل" الخُلة بالضم: الخليل، يستوي فيه المذكر والمؤنث؛ لأنه في الأصل مصدر قولك: خليل بين الخلة والخلولة، وقد جمع على خلال كقُلة وقِلال.
فصل:
لم يذكر البخاري حديثًا في الجدة، وقد روى مالك في "الموطأ" عن الزهري، عن عثمان بن إسحاق بن خرشة، عن قَبيصة بن ذؤيب: أن الصديق أعطاها السدس بعد أن سأل وقال: لا أعلم لك في كتاب الله ولا سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئًا، وأن المغيرة بن شعبة ومحمد بن
(١) رواه مسلم (٢٣٨٣/ ٦) كتاب: فضائل الصحابة، باب: من فضائل أبي بكر - رضي الله عنه -.