للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثم ساق حديث أنس في قصة العرنيين السالفة في الطهارة (١)، وكأن البخاري ذهب في هذا الحديث -والله أعلم- إلى أن آية المحاربة نزلت في أهل الكفر والردة، ولم يبن ذلك في الحديث.

وقد بين عبد الرزاق في روايته فقال: حدثنا معمر، عن قتادة، عن أنس فذكره، وفي آخره قال قتادة: فبلغنا أن هذِه الآية نزلت فيهم {إِنَّمَا جَزَاءُ} [المائدة: ٣٣] الآية كلها (٢)، وذكر مثله عن أبي هريرة (٣).

وممن قال: إن هذِه الآية نزلت في أهل الشرك: الحسن (٤)، والضحاك (٥)، وعطاء (٦)، والزهري.

وذهب جمهور الفقهاء إلى أنها نزلت فيمن خرج من المسلمين يسعى في الأرض بالفساد ويقطع الطريق، وهو قول أبي حنيفة ومالك والكوفيين والشافعي وأبي ثور، إلا أن بعض هؤلاء يقولون: إن حد المحارب على قدر ذنبه، على ما في تفسيره.

قال ابن القصار: وقيل: نزلت في أهل الذمة الذين نقضوا العهد، وقيل في المرتدين، وكله خطأ، وليس قول من قال: إن الآية وإن كانت نزلت في المسلمين مناف في المعنى لقول من قال بأنها نزلت في أهل الردة والمشركين؛ لأن الآية وإن كانت نزلت في المرتدين بأعيانهم فلفظها عام يدخل في معناه كل من فعل مثل فعلهم من المحاربة والفساد في الأرض.


(١) سلف برقم (٢٣٣)، باب أبوال الإبل والدواب والغنم ومرابضها.
(٢) "المصنف"١٠/ ١٠٦ - ١٠٧ (١٨٥٣٨).
(٣) المصدر السابق ١٠/ ١٠٧ - ١٠٨ (١٨٥٤١).
(٤) رواه الطبري في "تفسيره" ٤/ ٥٤٧.
(٥) عزاه في "الدر المنثور" ٢/ ٤٩٤ لأبي داود في "ناسخه".
(٦) رواه عبد الرزاق في "المصنف" ١٠/ ١٠٦ (١٨٥٣٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>