للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ} [المائدة: ٤٩] وقال: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (٥٠)} [المائدة:٥٠] فإن ذكروا ما روينا عن الثوري، عن سماك بن حرب، عن قابوس بن المخارق، عن أبيه قال: كتب محمد بن أبي بكر إلى علي بن أبي طالب في مسلم زنى بنصرانية، فكتب إليه: أقم على المسلم الحد، وادفع النصرانية إلى أهل دينها (١). ومن حديث عبد الرزاق عن ابن جريج، وعن سفيان بن سعيد؛ كلاهما عن عمرو بن دينار، عن مجاهد أن ابن عباس كان لا يرى على أهل الذمة حدًّا (٢)، وعن ربيعة أنه قال في اليهودي والنصراني: لا أرى عليهما في الزنا حدًّا. وقد كان لهم من الوفاء بالذمة أن يخلى بينهم وبين دينهم.

قال ابن حزم: وما نعلم لمن قال بهذا حجة غير ما ذكرناه، ولا حجة للحنفيين والمالكيين فيه؛ لأن الآية الكريمة عامة لا خاصة، وهم قد خصوا، والرواية عن علي لا تصح؛ لأن سماكًا ضعيف وقابوس مجهول (٣).

قلت: قد ذكرته أنت -أعني: قابوسًا- في الصحابة الذين رووا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ستة أحاديث، وذكر ابن يونس في "تاريخ الغرباء" قابوس بن المخارق، ويقال: ابن أبي المخارق سليم الشيباني الكوفي، قدم مصر (مع) (٤) محمد بن أبي بكر في خلافة علي قد ذُكر وحُكي عنه.


(١) "مصنف عبد الرزاق" ٧/ ٣٩٦.
(٢) "المحلى" ١١/ ١٥٨ - ١٥٩ بتصرف.
(٣) رواه عبد الرزاق في "المصنف" ٦/ ٦٢، والبيهقي ٨/ ٢٤٧.
(٤) في الأصل: (سمع).

<<  <  ج: ص:  >  >>