للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وفي "شرح الموطأ" لابن حبيب: حَدَّثنَا أسد بن موسى وغيره عن السدي بن يحيى، عن أبان بن أبي عياش أنه - صلى الله عليه وسلم - قَالَ؟ "استنجوا بالماء، فإنه أطهر وأطيب"، وأبان هذا متروك.

وأجيب عن قول سعيد بن المسيب وقد سُئِلَ عن الاستنجاء بالماء أنه وضوء النساء (١)، وأنه لعل ذَلِكَ في مقابلة غلو من أنكر الاستنجاء بالأحجار، وبالغ في إنكاره بهذِه الصيغة لتمنعه من الغلو، وحمله ابن نافع (٢) عَلَى أنه في حق النساء، وأما الرجال فيجمعون بينه وبين الأحجار، حكاه الباجي عنه (٣).


(١) رواه مالك في "موطئه" ص ٤٧ برواية يحيى.
(٢) هو عبد الله بن نافع الصائغ، من كبار فقهاء المدينة، حديثه مخرج في الكتب الستة سوى "صحيح البخاري"، وهو من موالي بني مخزوم، ولد سنة نيف وعشرين ومائة.
حدَّث عن: محمد بن عبد الله بن حسن الذي قام بالمدينة وقُتِل، وأسامة بن زيد الليثي، ومالك بن أنس، وابن أبي ذئب، وسليمان بن يزيد الكعبي صاحب أنس، وكثير بن عبد الله بن عوف، وداود بن قيس الفراء، وخلق سواهم.
حدَّث عنه: محمد بن عبد الله بن نمير، وأحمد بن صالح، وسحنون بن سعيد، وسلمة بن شبيب، والحسن بن علي الخلال، وغيرهم. وليس هو بالمتوسع في الحديث جدًّا، بل كان بارعًا في الفقه. وثقه ابن معين، وقال البخاري: يعرف حفظه وينكر وكتابه أصح. وقال النسائي: ليس به بأس، وقال ابن عدي: روى عن مالك غرائب. وقال ابن سعد: كان قد لزم مالكًا لزومًا شديدًا. ثم قال: وهو دون معن، قال: وتوفي في شهر رمضان سنة ست ومائتين.
انظر ترجمته في "الطبقات الكبرى" ٥/ ٤٣٨، "التاريخ الكبير" ٥/ ٢١٣ (٦٨٧) وفيه (الصانع) بدل (الصائغ)، "الجرح والتعديل" ٥/ ١٨٣ - ١٨٤ (٨٥٦)، "سير أعلام النبلاء" ١٠/ ٣٧١ - ٣٧٤ (٩٦)، "شذرات الذهب" ٢/ ١٥، "شجرة النور الزكية" ١/ ٥٥ (٤).
(٣) انظر: "المنتقى" ١/ ٧٣.