للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ومعنى (كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم). أي: (كفر) (١) حق ونعمة. قوله: ("لا تطروني كما أُطري عيسى بن مريم") أي: لا تمدحوني مدح النصارى عيسى، جعله بعضهم إلهًا مع الله، وجعله بعضهم ولده، ولذلك قال: "وقولوا: عبد الله ورسوله" عرفهم ما خشي عليهم جهله والغلو فيه كما صنعته النصارى في قولهم في عيسى أنه ابن الله، تعالى الله عن ذلك.

عاشرها: قوله: (إن بيعة أبي بكر كانت فلتة). وقول عمر (أنها كانت -كذلك- فلتة). قال أبو عبيد: معنى: الفلتة: الفجأة؛ وإنما كانت كذلك لأنها لم ينتظر بها العوام، وإنما ابتدرها أكابر أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - من المهاجرين وعامة الأنصار إلا تلك الطيرة التي كانت من بعضهم، ثم أصغوا له كافتهم لمعرفتهم أنه ليس لأبي بكر منازع ولا شريك في الفضل، ولم يكن يحتاج في أمره إلى نظر ولا مشاورة، فلذلك كانت فلتة وقى الله بها الإسلام وأهله شرها.

وقال الداودي: كانت فجأة من غير مشورة (( … ) (٢) من غير مشورة) (٣).

وقال الكرابيسي في قولهم: كانت فلتة؛ لأنهم تفلتوا في ذهابهم إلى الأنصار وبايعوا الصديق بحضرتهم وفيهم من لا يعرف ما يجب عليه،


(١) من (ص ١).
(٢) كلمة غير واضحة بالأصل، وليتابع التعليق التالي.
(٣) كذا في الأصل؟! والعبارة تبدو وكأنها مضطربة؛ يوضح ذلك أن الحافظ ساق في "الفتح" ١٢/ ١٥٠ قول الداودي هذا فقال: قال الداودي: معنى قوله: (كانت فلتة) أنها وقعت من غير مشورة مع جميع من كان ينبغي أن يشاور. اهـ. ثم ساق إنكار الكرابيسي كصنيع المصنف هنا.
قلت: وقد ساق غيرُ الحافظ قولَ الداودي بنفس مضمون الحافظ.

<<  <  ج: ص:  >  >>