للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الملأ منهم الذين هم أهل الحل والعقد على الرضا بإمامته والتقديم بحقه.

ولقولهم: (كانت فلتة). تفسير آخر: قال ثعلب وابن الأعرابي: الفلتة عند العرب آخر ليلة في الأشهر الحرم يشك فيها، فيقول قوم هي من شعبان، ويقول قوم: هي من رجب.

(فصل) (١):

وبيان هذا أن العرب كانوا يعظمون الأشهر الحرم ولا يقاتلون فيها، ويرى الرجل قاتل أبيه فلا يمسه، فإذا كان آخر ليلة منها ربما شك قوم، فقالوا: هي من الحل.

وقال بعضهم: من الرحم، فيبادر الموتور في تلك الليلة فينتهز الفرصة في إدارك ثأره غير معلوم أن ينصرم الشهر الحرام على عن يقين، فيكره تلك الليلة سفك الدماء وشن الغارات، فشبه عمر- رضي الله عنه - أيام حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما كان الناس في عهده عليه من اجتماع الكلمة برسول الله" - صلى الله عليه وسلم - (وشمول) (٢) الألفة ووقوع الأمنة في الشهر الحرام الذي لا قتال فيه ولا نزاع، وكأن موته شبيهة القصة بالفلتة التي هي خروج من (الحرام) (٣)؛ لما نجم عند ذلك من الخلاف وظهر من الفساد، وما كان من أهل الردة، ومنع العرب الزكاة، وتخلف من تخلف من الأنصار جريًا منهم على عادة العرب أن لا يسود القبيلة إلا رجل منها، فوقى الله شرها بتلك البيعة المباركة التي كانت جماعًا للخير ونظامًا للألفة،


(١) من (ص ١).
(٢) من (ص ١).
(٣) كذا في الأصل، مولعل الصواب: (الحرم) كما عند ابن بطال ٨/ ٤٦٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>